انتقل الجبوري إلى دمشق في 2003 ثم إلى إسطنبول في 2012
في هذا السياق، قالت مصادر في الحركة إن الجبوري أبلغ قيادته أن مواطنَين عراقيين استدرجاه إلى الفيليبين، وكانا على علاقة بجهاز «الموساد»، وكان من المفترض أن يلتقي بهما في مانيلا، لكنهما تواريا عن الأنظار، إلى أن اختطف بعد مدة وجيزة من خروجه من المطار. وخلال اعتقاله، نقل أنه اعترف بطبيعة علاقته بـ«حماس» وبإجرائه أبحاثاً في تطوير تكنولوجيا صواريخ المقاومة. وفق المصادر نفسها، قال الجبوري إنه احتجز في إحدى القرى الريفية النائية داخل منزل واسع مكون من طبقتين، وإنه تناوب على التحقيق معه عدة أشخاص أجانب، لكنهم يتحدثون العربية، وقد تركز التحقيق على علاقته بـ«حماس» ونشاطه معها.
بعد ذلك، تقدمت السلطات العراقية بمذكرة رسمية لدى نظيرتها التركية لتسليم الجبوري استناداً إلى اتفاقية تبادل المطلوبين بين البلدين، وهو ما استجابت له أنقرة بترحيله إلى بغداد الأسبوع الماضي، فيما تقول المصادر في «حماس» إنه «لم يكن لدى الحركة علم بتواصل السلطات التركية والعراقية حول الجبوري... حماس ستتوسط للإفراج عنه، وعلمت أن سبب ترحيله هو تخوف السلطات التركية من اغتياله على أراضيها، ما قد يسبب لها إحراجاً».
وطبقاً لوكالة «قدس برس»، بمجرد وصول الجبوري إلى العراق أوقفته المخابرات العامة في المطار، ونقلته إلى أحد السجون لتبدأ التحقيق معه. لكن مصدراً مقرباً من «القسام»، قال إن «العالِم الجبوري هو أحد مهندسي الكتائب وقد اختفى قبل ستة أشهر أثناء خروجه في رحلة بحثية إلى مانيلا لدعم الأدوات العسكرية وتطويرها»، شارحاً أن الجبوري كان يعمل في وحدة مشابهة للوحدة التي كان يعمل فيها العالم التونسي محمد الزواري الذي اغتاله «الموساد» في 2017. وحالياً، تتواصل «حماس» بالتعاون مع عائلة الجبوري ومع جهات حقوقية ومحامين فيلبينيين من أجل حض السلطات الفيليبينية على كشف ما حدث معه، وخاصة أنه رُحّل إلى تركيا دون أن يعرف ماذا حل معه خلال ستة أشهر في الفيليبين.
كذلك، يقول المصدر المقرب من الكتائب إن الجبوري «عمل مستشاراً عسكرياً لحماس في سوريا، إذ انتقل للعيش في دمشق بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 خشيةً من الاغتيالات التي كانت تنفذ بحق ضباط الجيش وعلماء التصنيع العسكري العراقي». وخلال الأزمة السورية، انتقل للعيش في اسطنبول عام 2012، وهو ما أكدته السلطات الفيليبينية بشأن اعترافات الجبوري.