خرجت إسرائيل أمس عن صمتها، وإن بالوكالة عبر إعلامها، لتعلق و«توضح» أسباب غارة ريف القنيطرة، التي سقط جراءها ثلاثة مقاومين من رجال المقاومة الشعبية في حضر، لتؤكد أن الغارة لم تكن تستهدف من سمته «قائد عمليات حزب الله في الجولان»، سمير القنطار، أو أياً من عناصر حزب الله، بل «ضرب بنية تحتية إرهابية على الحدود مع سوريا».
وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أنّه خلافاً للتقارير المتداولة في الإعلام، فإن القنطار لم يكن في السيارة المستهدفة، ولم يكن في الأساس هدفاً للهجوم، وإن أياً من عناصر حزب الله لم يكن في السيارة، مضيفة إن «القتلى (الشهداء الثلاثة)، هم من رجال القنطار الذين يحاولون إنشاء بنية تحتية إرهابية على الحدود السورية الإسرائيلية، وفي منطقة لا تتجاوز عدة كيلومترات».
وأكدت الصحيفة أن هدف قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي هو العمل على إقامة حزام أمني، شبيه بالحزام الأمني في جنوب لبنان في سنوات التسعينيات، الأمر الذي يستدعي منها مواجهة كل بنية تحتية للإرهاب في المنطقة، مشيرة الى أنه منذ تنفيذ عملية الاغتيال في شهر كانون الثاني الماضي، التي سقط جراءها جهاد مغنية وجنرال إيراني وآخرون من حزب الله، تلحظ إسرائيل جهوداً إيرانية بمشاركة من حزب الله، وقد حل مكان «القتلى» سمير القنطار، في قيادة العمليات في هذه المنطقة، لكن مع قدرات أقل وحافزية أعلى.
وهذه المرة، تؤكد الصحيفة أن عملية الاغتيال (غارة حضر) كانت في منطقة أعمق من المنطقة المستهدفة في عملية الاغتيال السابقة (مزرعة الأمل في القنيطرة)، وهي تدل على تغيير في أسلوب العمل المعمتد من «رجال القنطار» في هذه المنطقة، مقابل سعي إسرائيل الى إحباط محاولاته لإقامة بنية تحتية «إرهابية».
وفي تحذير موجه الى الداخل الإسرائيلي، وإلى أصحاب «القرار النهائي» في تل أبيب، نقلت الصحيفة عن مصادر في شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي تأكيداً موجهاً إلى من يعتقد أن انشغال (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصرالله في القتال الدائر في سوريا، قد يمنعه من ردود بحجم المخاطرة في شن حرب شاملة، فعليه أن يعيد حساباته، مشيرة الى أنه في موازاة زيادة دعم حزب الله لنظام (الرئيس السوري بشار) الاسد، بما يقدر بـ 7000 مقاتل يزدادون خبرة قتالية في سوريا ويحققون نجاحات في الأسابيع الأخيرة، إلا أن «تشكيلات النار في لبنان الموجهة نحو إسرائيل لم تتغير، ومشغلو الصواريخ لا يزالون في أماكنهم».
وفي رد آخر على تقديرات متداولة في إسرائيل من أن حزب الله لن يتجاوز «الرد الموضعي المحدود» على هجمات إسرائيلية تستهدفه، أشارت المصادر الاستخبارية الى ضرورة معاينة الرد السابق على هجوم القنيطرة في كانون الثاني الماضي، إذ إن «من يريد فقط رداً موضعياً محدوداً لا يطلق سبعة صواريخ كورنيت على موكب للجيش الإسرائيلي، رداً على اغتيال جهاد مغنية»، مضيفة إنه «لحسن الحظ سقط قتيلان اثنان في الهجوم، لكن لو أدت العملية الى مقتل عشرة جنود، لكنا وجدنا أنفسنا في مكان آخر». و«نصحت» المصادر من يقرر الهجمات بأن يستعدّ جيداً ومسبقاً، لا للهجوم فقط، بل أيضاً للدفاع وتلقي الردود، والعمل بجهد على منع الأهداف عن حزب الله، في حال كان هناك رد.
إلى ذلك، أشار موقع «المصدر» الإسرائيلي، نقلاً عمّن سمّاهم «محللين سياسيين إسرائيليين»، الى أن الهجوم في حضر كان إشارة الى حزب الله ونظام الأسد بضرورة الابتعاد عن الحدود، و«إلا ستصبحون هدفاً لسلاح الجو الإسرائيلي».
ويضيف الموقع إن الطائرة من دون طيار أصابت سيارة «في قرية حضر الدرزية، بالقرب من الحدود الإسرائيلية، كان يستقلها ناشطون دروز يعملون لصالح سمير القنطار، ضد الثوار ومع بشار الأسد».