أعلنت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية تقدمها بمقترح لإعادة التجنيد الإلزامي كبديل لمشروع "الحرس الوطني"، الذي يواجه تحفظات سياسية عديدة، الأمر الذي يعرقل إقراره رغم مضي أكثر من عام على طرحه. وتعتبر اللجنة البرلمانية أن تشريع "الحرس الوطني"، في ظل الظروف والتحديات الراهنة "أمر صعب"، مؤكدة استحصالها على موافقة غالبية الكتل السياسية على مقترحها.
وتعتزم هيئة رئاسة مجلس النواب عقد اجتماع لرؤساء الكتل السياسية، قريباً، لمناقشة النقاط الخلافية التي تعترض تشريع قانون "الحرس"، وستطرح إمكانية استبداله بالتجنيد الإلزامي.
في هذه الأثناء، رفض رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، أمس، دخول البلاد في أي صراع إقليمي، وأن يتحول الشعب إلى محرقة نتيجة ذلك الصراع.
وقال العبادي، في كلمة خلال لقائه الكوادر المهنية والطلابية والشبابية في البصرة: "إننا لا نريد أن يتحول شعبنا إلى محرقة نتيجة الصراعات الإقليمية". وحذّر "من عودة الأصوات النشاز التي مهدت لدخول داعش إلى العراق"، مشيراً إلى أن "هذه الأصوات بدأت تتعالى مع انتصارات قواتنا البطلة". وأضاف العبادي أن "هناك تحديات تواجه البلد، ومنها الحرب البربرية لعصابات داعش الإرهابية"، مشيراً إلى أن "هذه نحقق فيها انتصارات بالرغم من الأزمة المالية التي نعيشها". وقال: "هناك تحدٍّ آخر يتمثل بالإصلاح، وهو أن تهدم الشيء الخاطئ وتصلح المعوج، ولكن يوجد من يقاوم الإصلاح، وهم الفاسدون الذين يستولون على الأموال والإعلام وجماعات خارجة عن القانون، وكل شيء يحاولون تحريفه حتى الانتصارات التي تحققت في تكريت وبيجي والرمادي".
وتابع قائلاً إن "هناك أيضاً من لا يريد للأمور أن تستقر، لأنهم يستغلون حالات الفوضى والجريمة المنظمة والخطف"، مستغرباً أن "تقوم جماعة بحرق جوامع في المقدادية والضحايا تقوم بنصب سرادق العزاء من السنّة والشيعة".
من جهة أخرى، أشار العبادي إلى أن "الملف الأمني خط أحمر، وما حصل في البصرة نتيجة تصارع كتل سياسية أمر غير مسموح به". وقال إن "البعض يريد أن يدفع الأمور إلى نقطة اللاعودة، وأهل البصرة مسالمون ولا يميلون إلى التجاذب".
إلى ذلك، صرّح مجلس محافظة نينوى بأن وجود القوات التركية في معسكر زليكان شمالي الموصل، مقتصر على "المدربين والمستشارين"، وبأعداد قليلة. وفيما أشار إلى أن القوات الباقية انسحبت عائدة إلى تركيا، بعد رفض وجودها في العراق من قبل الحكومة المركزية، عدّ ما أثير بهذا الشأن "زوبعة إعلامية".
وقال نائب رئيس مجلس محافظة نينوى، نور الدين قبلان إن "وجود القوات التركية في معسكر زليكان للحشد الوطني، شمال الموصل، مقتصر على مدربين ومستشارين بأعداد قليلة جداً". وأضاف أن "القوات التركية، التي أقدمت خلال المدة الماضية، قد انسحبت إلى تركيا بعدما رفضت الحكومة الاتحادية وجودهم في المعسكر"، لافتاً إلى أن "ما أثير بشأن ذلك الأمر، لا يتعدى أكثر من كونه زوبعة إعلامية".