وصلت نيران القوة المدفعية والصاروخية اليمنية إلى مواقع ومعسكرات جديدة في عمق الأراضي السعودية في جيزان وعسير ونجران، بالتزامن مع تعثر يشهده المسار السياسي عقب إعلان الأمم المتحدة تأجيل المفاوضات إلى موعد غير معلوم.
وأكدت وحدة الرصد في «الإعلام الحربي» مقتل أربعة جنود سعوديين إثر قصف صاروخي استهدف تجمعاً لهم في موقع الرمضة الواقع في الجانب السعودي غربي منفذ الطوال في جيزان. وقبل ذلك، نفّذت تشكيلة قتالية عملية نوعية في أكثر من موقع عسكري سعودي في مدينة الطوال، من بينها عملية قنص جنديين سعوديين، أول من أمس، في الموقع نفسه، بالإضافة إلى قنص ثلاثة جنود سعوديين في موقع الحثيرة غربي جيزان وسقوط عدد من القتلى في صفوف الجيش السعودي ومرتزقته باستهداف تجمعاتهم في منطقة الموسم. كذلك دُمِّرت دبابة «أبرامز» غربي موقع مثعن في جيزان وعربة «برادلي» كانت متمركزة في موقع الرمضة، فيما أدى قصف صاروخي على موقع المبخرة في الطوال إلى اشتعال النيران في الموقع.
صدّت القوات اليمنية 30 هجوماً سعودياً على منفذ حرض ــ الطوال الحدودي

أما الأهم من هذه العمليات، فهو الأماكن التي جرت فيها، وهي كلها إلى الجنوب من مدينة جيزان وسط الأراضي السعودية وعلى بعد يصل أقصاه إلى 20 كلم عن مدينة ميدي، ما يشير إلى عجز الجيش السعودي عن حماية مواقعه وصد هجمات المقاتلين اليمنيين، وبالتالي بطلان ادعاءاته بالسيطرة على مدينة ميدي. ويعد تمكن الجيش و«اللجان الشعبية» من استهداف تلك المواقع ضربة قوية للسعودية، حيث تمثل تلك المواقع والمعسكرات المذكورة محاور ونقاط انطلاقة للجيش السعودي ومرتزقته في هجماته خلال الأيام الماضية التي تحاول التقدم على مدينة ميدي ومنفذ حرض ــ الطوال الحدودي. وبحسب الإحصاءات، فإن تلك المحاولات تزيد على 30 هجوماً انتهت كلها بالفشل وبإلحاق خسائر وُصفت بالأضخم في معارك الحدود بين البلدين بالجيش السعودي والمسلحين.
ويعزو مصدر ميداني السبب في عجز قوات العدوان والمرتزقة في إحداث اختراق في جبهة الطوال ميدي، إلى اعتماد المقاتلين اليمنيين على العمليات النوعية الخاصة التي توقع أكبر قدر من الخسائر في صفوف الجيش السعودي. ويضيف المصدر لـ«لأخبار» أن المقاتلين اليمنيين موجودون كوحدات رصد داخل المواقع السعودية أو في محيطها وينجحون في اجتياز كل التعقيدات الرقابية المحيطة بالمواقع العسكرية، مشيراً إلى أن ضخامة الحشود والقوات التي زج بها الجيش السعودي في معارك حرض وميدي لم تقدم أي مكسب يُذكر بقدر ما مثلت نقاط استنزاف جديدة للجيش السعودي ولآلياته.
وكان «الإعلام الحربي» قد واصل نشر مشاهد وصور للآليات والدبابات السعودية التي دمرت خلال المعارك الأخيرة بالإضافة إلى صور لعشرات القتلى من المقاتلين المرتزقة الذين جندتهم وحُشد المئات منهم بصورة غير مسبوقة.
تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد ملحوظ في استهداف المواقع العسكرية السعودية من قبل المدفعية القوة الصاروخية اليمنية في السعودية، حيث تمكنت القوة الصاروخية اليمنية من استهداف مرابض مدفعية الجيش السعودي في محيط مدينة الخوبة لجهة الغرب. فبعد إحكام اليمنيين سيطرتهم على أجزاء من جبل الدود وموقعي الشبكة والمنتزه باشر سلاح المدفعية باستهداف المواقع العسكرية السعودية الواقعة على جبل الدخان غرب مدينة الخوبة.
وحققت القوات اليمنية إصابات مباشرة في مرابض مدفعية الجيش السعودي على موقع المصفق، وهو من أكثر المواقع سيطرة نارية على طرق المدينة وقراها المحيطة.
كذلك، استهدفت القوة المدفعية اليمنية موقع السديس في نجران بعدد من القذائف وشوهدت عقب القصف آليات الجيش السعودي المحملة عشرات الجند وهي تفرّ من الموقع.