بعد مباحثاتهما في كل من الكويت وقطر ومصر، حطّ مبعوثا الإدارة الأميركية إلى المنطقة، الجنرال المتقاعد أنتوني زيني ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الخليج تيم ليندركينغ، في البحرين، حيث سمعا ترداداً للكلام نفسه الذي دأبت السعودية والإمارات على إطلاقه خلال الأيام الماضية. وعلى الرغم من أن مواصلة أمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، البعث برسائله إلى الزعماء الخليجيين، أشاعت جواً من انكسار الجمود، إلا أن استمرار التراشق بين طرفي الأزمة، وتصاعده أمس عقب نشر تصريحات لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بشأن قطر، أبقى التشاؤم بإمكانية تحلحل عقد الخلاف قريباً، مسيطراً.
والتقى زيني وليندركينغ، أمس، ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، في قصر الصخير في المنامة. ونقلت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية عن آل خليفة قوله، خلال اللقاء، إن حل الأزمة الخليجية «يكمن في الرياض»، وهو عين ما كان قاله وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، قبل أيام، من أن «خروج قطر من أزمتها حلّه خليجي وبوابته الرياض». وكان المبعوثان الأميركيان التقيا، أول من أمس، وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الذي شدّد أمامهما على أن الحوار مشروط بـ«تنفيذ الدوحة لكافة التزاماتها في مكافحة الإرهاب».
وبالتوازي مع مواصلة زيني وليندركينغ جولتهما، استكمل أمير الكويت رسائله المكتوبة إلى زعماء الخليج، برسالة خامسة بعث بها إلى سلطان عمان، قابوس بن سعيد، سلّمها وزير شؤون الديوان الأميري، محمد العبد الله المبارك الصباح، لوزير الديوان السلطاني العماني، خالد بن هلال البو سعيدي.

استدعت تصريحات
ابن سلمان ردوداً
قطرية غاضبة
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية أن الرسالة تناولت «العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط البلدين والشعبين»، من دون التطرق إلى تفاصيل أخرى. وسلّم الصباح، أول من أمس، ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، رسالة إلى رئيس الإمارات، خليفة بن زايد، وأخرى إلى أمير قطر، تميم بن حمد، بعد يوم من تسليمه رسالتين مماثلتين إلى كل من ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، وملك البحرين.
وعلى الرغم من عودة الحياة إلى جهود الكويت على خط الأزمة، إلا أن السجال السياسي والإعلامي استمرّ بين طرفيها، متخذاً مساراً تصاعدياً، بعد نشر تصريحات منسوبة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أثناء لقائه بإعلاميين مصريين في القاهرة الإثنين. أعاد ابن سلمان، وفق التصريحات التي نقلها عنه المستشار في الديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، التشديد على ما كان وزير خارجيته، عادل الجبير، ألّح عليه من أن «قطر قضية صغيرة جداً». إذ قال: «لا أشغل نفسي بها، وأقل من رتبة وزير من يتولى الملف، وعدد سكانها لا يساوي شارعاً في مصر»، وهو ما استدعى رداً من قبل ناشطين قطريين على مواقع التواصل وصفوا ولي العهد السعودي بـ«الأحمق» و«الأرعن»، قائلين إن «قطر أكبر منه ومن سلمان». بالتوازي مع ذلك، برزت تصريحات للناطقة باسم وزارة الخارجية القطرية، لولوة الخاطر، علّقت فيها على مواقف الجبير الأخيرة في بروكسل، بتساؤلها: «كيف تكون أزمة قطر صغيرة في الوقت الذي استغرقت فيه جزءاً كبيراً من كلمة الجبير أمام البرلمان الأوروبي؟!»، لافتة إلى أن «قطر سحبت سفيرها لدى إيران من دون أن تكون هناك مصلحة قطرية مباشرة، وفوجئنا بعد ذلك بأن من أغلق أمامنا الأبواب هم من قطعنا العلاقات من أجلهم، ومن أعادوا فتح الأبواب هم من قطعت الدوحة معهم العلاقات الدبلوماسية». ولم تخلُ ساحة التقاذف، أيضاً، من العنصر البحريني، الذي نفى، على لسان الملك، صحة ما ورد في تحقيق «الجزيرة» عن المحاولة الانقلابية في قطر عام 1996، مشيراً إلى «(أننا) في واقع الأمر قلقون من تعدد الانقلابات واستمرارها داخل النظام في قطر»، داعياً، خلال استقباله وفداً إعلامياً مصرياً، الدوحة، إلى أن «تغير سياستها الحالية المخالفة لسياسة أشقائها، وإلا سوف يستمر الوضع الحالي على ما هو عليه».
(الأخبار)