شهدت الساعات الماضية تصعيداً عسكرياً من قِبل القوات «الموالية» لـ«التحالف» على غير جبهة، في محاولة لتعويض الخسائر التي مُنيت بها الأسبوع الماضي على الجبهة الشرقية، وتحديداً في نهم، حيث تؤكد مصادر عسكرية أن «أنصار الله» استعادت معظم المواقع التي فقدتها منذ بدء الهجمات على هذه المنطقة.
وفي وقت سعت فيه قوات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، إلى إحراز تقدم في محافظة البيضاء وسط البلاد، أفيد عن صدّ هجوم كبير لتلك القوات في محافظة حجة غرباً، بالتوازي مع عمليات متجددة على الحدود، قالت «أنصار الله» إنها أسفرت عن مصرع جنود سعوديين.
وأعلنت قوات هادي، أمس، أنها حققت «انتصاراً كبيراً» في مديرية أرحب شرق العاصمة صنعاء، متحدثة عن أنها أصبحت على بعد «خطوة فقط من مطار صنعاء الدولي»، وأن خطوتها المقبلة ستكون «التقدم بشكل أعمق صوب مديرية بني حشيش، أولى مديريات أمانة العاصمة». لكن مصدراً عسكرياً من «أنصار الله» نفى، لـ«الأخبار»، أن تكون أرحب قد شهدت مواجهات أصلاً، معتبراً الحديث عن تقدم هناك محاولة من قبل «التحالف» لـ«إخفاء الانتكاسة الكبرى التي تعرضت لها قواته في نهم وصراوح خلال الأيام الماضية»، موضحة أن قوات هادي كانت تحاول بالفعل «التقدم إلى أرحب عبر سلسلة جبال يام في نهم، إلا أن تلك الجبال سقطت بكاملها تحت سيطرة الجيش واللجان في عملية نوعية قبل أسبوع، لينتهي بذلك حلم التحالف بالتقدم نحو أرحب».
وترافق تقدم قوات الجيش واللجان في يام، والذي أتاح لها، بحسب المصدر، «إعادة التموضع في مواقع استراتيجية تخوّلها التحكم بخطوط إمداد قوات هادي في عدد من طرقات مأرب والجوف»، مع استعادتها السيطرة على جبال المنارة والمواقع العسكرية القريبة منها، إضافة إلى مناطق عيدة الشرقية وعيدة الغربية والمنصاع وتبة عياش والمناطق المحيطة بها وتبة الاثني عشر.

ترافق صدّ هجمات الداخل مع هجمات موازية على الحدود

كذلك، أحرزت «أنصار الله» تقدماً مماثلاً موازياً على جبهة صراوح في مأرب، حيث تمكنت من السيطرة على جبل فاطم الاستراتيجي والمناطق القريبة منه، وفقاً لما يفيد به المصدر نفسه، الذي يقول إن قوات الجيش واللجان أضحت، بعد هذا التقدم، على مشارف مدينة مأرب، وإن «ما تحقق لها خلال الأيام الماضية في نهم لم يسبق له أن تحقق خلال سنوات ثلاث».
ويوم أمس، أعلنت «أنصار الله» صدّ هجوم لقوات موالية لـ«التحالف»، يتصدرها جنود سودانيون، باتجاه منفذ حرض الحدودي مع السعودية، في محافظة حجة، غربي البلاد. ونقلت قناة «المسيرة»، التابعة لـ«أنصار الله»، عن مصدر عسكري قوله إن «الهجوم بدأ صباح الأحد، واستمرّ لعدة ساعات تحت غطاء جوي مكثف تجاوز 50 غارة، من دون إحراز أي تقدم». وتحدث المصدر عن أن المعارك أسفرت عن «مصرع العديد من المهاجِمين وجرح آخرين». وترافق الهجوم المتجدد على حرض، والذي دائماً ما يتصدر صفوف منفِّذيه جنود سودانيون، مع إعلان القوات الموالية لهادي «إطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير مديرية رازح شمال غربي محافظة صعدة». وذكر موقع «سبتمبر نت»، التابع لوزارة الدفاع في حكومة هادي، نقلاً عن مصدر عسكري، أن «العملية انطلقت فجر الأحد بمشاركة اللواءين السادس والسابع، وبإسناد من قوات التحالف».
حدودياً، أعلنت قوات الجيش واللجان استهداف منفذ الطوال وبوابة الموسم في جيزان بـ«قصف مكثف»، أسفر عن «سقوط قتلى وجرحى» في صفوف الجنود السعوديين. كما أعلنت استهداف مواقع الضبعة والشبكة والسديس في نجران بقصف مماثل، متحدثة عن تحقيق «إصابات مباشرة» فيها. وفي جنوب غربي البلاد، أفيد عن تنفيذ الجيش واللجان هجمات متوازية على مواقع قوات هادي في بير باشا ومقبنة وصالة بمحافظة تعز، أدت، بحسب ما نقلت «سبأ» عن مصدر عسكري، إلى وقوع «خسائر بشرية» في صفوف المهاجَمين.
بالتوازي مع ذلك، أعلنت قوات «التحالف» سيطرتها على جبل الظهر، آخر مواقع «أنصار الله» في مديرية ناطع بمحافظة البيضاء، قائلة إنها أصبحت على مقربة من منطقة فضيحة، أولى مناطق مديرية الملاجم، مضيفة أنها تواصل تقدمها لقطع خطوط إمداد الجيش واللجان هناك. لكن وكالة «سبأ» أفادت بأن «الجيش واللجان كسرا زحفاً لقوات العدوان في جبهة ناطع استمر أكثر من خمس ساعات بمساندة من طيران العدوان»، متابعة أن المواجهات أسفرت عن «قتلى وجرحى» في صفوف المهاجِمين. ووفقاً لمصدر عسكري من «أنصار الله»، تحدث إلى «الأخبار»، فإن هذه تُعدّ المرة الثالثة التي تعلن فيها قوات هادي السيطرة على ناطع في غضون شهر واحد.
(الأخبار)