لا يزال الحراك الدبلوماسي بين روسيا والولايات المتحدة والموفد الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا للتحضير لمؤتمر «جنيف 3» يصطدم بعوائق عديدة.فبالإضافة إلى مسألة انعقاد المؤتمر من عدمه، وصولاً إلى التمثيل المعارض ولائحة التنظيمات الإرهابية الخلافية، رفضت جماعات معارضة، على رأسها «جيش الإسلام» الممثل في «الهيئة العليا للتفاوض» المدعومة من السعودية، المشاركة في محادثات السلام، ما لم تنفَّذ البنود الإنسانية في أحدث قرار للأمم المتحدة بشأن
الصراع السوري. كذلك، ما زالت موسكو مصرّة على التصنيف الإرهابي لـ«جيش الإسلام» و«أحرار الشام»، فيما تريد دمشق تسلّم لائحة الوفد المعارض قبل الذهاب إلى التفاوض.
ومثّل الأطراف المجتمعة في جنيف كل من نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط آن باترسن، ودي ميستورا وممثلّين عن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وقبيل انطلاق اللقاء، التقى غاتيلوف بـ3 من ممثلي المعارضة، وأوضحت مصادر دبلوماسية روسية أنّ غاتيلوف بعد وصوله إلى جنيف اجتمع مع رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم، ومن ثم مع الأمين العام لتيار «قمح» هيثم مناع، ومن ثم مع عضو المنبر الديمقراطي السوري سمير عيطة.
وقال دي ميستورا عقب الاجتماع مع ممثلين عن الولايات المتحدة وروسيا وقوى أخرى إنّه «لا يزال من المقرر أن تبدأ محادثات السلام السورية في موعدها في 25 كانون الثاني». وفي السياق، أفادت وكالة «تاس» بأنّ المبعوث الأممي يرسل دعوات لحضور لقاء جنيف.
في المقابل، أعلنت فصائل سورية مسلحة رفضها المشاركة في مفاوضات جنيف ما لم تُنفَّذ بنود قرار مجلس الأمن الدولي 2254 المتعلقة بالشأن الإنساني.
وقالت هذه الفصائل (من بينها جيش الإسلام، جيش المجاهدين، الجبهة الشامية، الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام)، في بيان إنّ «جهات خارجية تعمل على استغلال الوضع الإنساني المزري التي يعيشها الشعب السوري من قصف وتهجير وتطهير عرقي وطائفي للضغط عليها لتقديم تنازلات سياسية لمصلحة نظام (الرئيس بشار) الأسد». ووصف البيان الضغوط الممارسة على الفصائل بأنها «غير أخلاقية ولا إنسانية، الغاية منها دفعهم للجلوس إلى طاولة المفاوضات دون قيد أو شرط»، مؤكداً «أن فصائل الثورة ملتزمة ثوابت الثورة ومبادئها، وترفض بشكل قاطع المتاجرة بدماء الشعب السوري لإمرار صفقات مشبوهة بين بعض الدول».
في سياق آخر، قال مصدر في وزارة الخارجية الروسية إنّ تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول سعي موسكو إلى تحضير الساحة لـ«دويلة» سورية حول اللاذقية ليست إلا محاولة لتبييض صفحة أنقرة نفسها.
ونقلت وكالة «تاس» عن المصدر قوله: «إن تصريحات الرئيس التركي هراء مطلق. ومن الواضح أنها محاولة لاستغلال الأزمة في العلاقات مع روسيا لصرف الأنظار عما تعمله تركيا نفسها بصفتها دولة تتدخل أكثر من أي جهة أخرى في الشؤون السورية».
وأعاد المصدر إلى الأذهان أن القيادة الروسية تؤكد منذ اندلاع الأزمة السورية أن سوريا يجب أن تبقى دولة ذات سيادة ديمقراطية وعلمانية وموحدة.
يذكر أن أردوغان اتهم روسيا في كلمة ألقاها، أول من أمس، أمام مؤتمر للسفراء الأتراك في دول العالم انعقد في أنقرة، بأنها لا تحارب «داعش» في سوريا، بل تحاول إقامة «دولة» في اللاذقية، وتستهدف المقاتلين التركمان الذين يحاربون في ريف اللاذقية، على حد تعبيره.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)