طولكرم ــ الأخبارفي مفارقة لافتة، اقتحمت قوة من جيش العدو الإسرائيلي «مصنع بيسان للمكيفات» في بلدة عنبتا شرق طولكرم، وصادرت عدداً من السيرفرات ذات العلاقة بعملية الإنتاج، وبعض تسجيلات كاميرات المراقبة، وذلك بعد بضعة أيامٍ من عملية إطلاق نارٍ على جنودٍ إسرائيليين في محيط حاجز عنّاب القريب من المكان.

وقالت الشركة في بيان إن الاقتحام «اعتداء غير مبرر لشركة تُركز عملها في المجال الاقتصادي والصناعي، واستهداف مباشر للقطاع الخاص الفلسطيني ككل للنيل من صموده»، فيما أفادت تقارير إعلامية بتقليص الشركة عمل غالبية موظفيها في يوم الاقتحام، لأن مصادرة الأجهزة أول من أمس تسبّبت في توقف الإنتاج، علماً بأن هذا المصنع يشكل مصدر رزقٍ لـ45 عائلة فلسطينية.
وكان «منسّق مناطق السلطة الفلسطينية في حكومة العدو» قد نشر على صفحته الرسمية في 30 تشرين الثاني من العام الماضي معلوماتٍ تشيد بقدرات «بيسان» التكنولوجية وإنتاجيته المتطورة، بل وصفه في إطار تطبيع العلاقات بأنه من أكبر مصانع المكيّفات على مستوى الشرق الأوسط. وهذا المصنع يقع عند مفترق بلدة بلعا شرق طولكرم، وتم إنشاؤه عام 2012، وبدأ عملية الإنتاج العام الماضي فقط، وهو أول مصنع فلسطيني يختص بتصنيع أجهزة التكييف الجدارية والعمودية والمركزية وصناعات التبريد الأخرى، كما يصنّف الرابع في هذا المجال على مستوى المنطقة.

عملت الشرطة الفلسطينية على حماية جنديين دخلا جنين واعادتهما إلى العدو

مصادر محلية أبلغت «الأخبار» أن أحد السيرفرات التي تمت مصادرتها خاص بالمعلومات، إلى جانب مصادرة التسجيلات الخاصة بكاميرات المراقبة المشرفة على منطقة الشارع الرئيسي خارج المصنع. وترجّح المصادر ذاتها أن سبب الاقتحام هو البحث أو الحصول على معلوماتٍ أمنية تتعلق بعملية إطلاق النار التي وقعت قبل أيامٍ قرب المكان، وذلك في مساء اليوم الذي استشهد فيه المطارد أحمد جرار، إذ أوضح بيانٌ لجيش العدو أن قوة من الجنود تعرضت للنار قرب حاجز عنّاب، وعُثر على بضعة مقذوفات رصاص بعد تمشيط المكان. من الجدير ذكره أن حواجز «تسانا عوز»، و«تأنيم»، و«عنّاب»، و«جبارة» و«104»، المحيطة بطولكرم، تعرضت لعدة عمليات إطلاق نارٍ، إضافة إلى إطلاق نار على مستوطنين في المناطق نفسها منذ عام 2015، وكان أبرزها عملية وقعت قرب قرية فرعون في التاسع من كانون الأول 2015، حينما لاحقت سيارة مقاومين سيارة مستوطنين وأطلقوا عليهم الرصاص فقتلوا مستوطناً وأصابوا زوجته بجراح، كما أصيب جندي إسرائيلي بنيران مقاومين على حاجز «104» (غرب) في الثالث من تشرين الثاني 2016.

«إنقاذ» جنديين وإرجاع إسرائيليين دخلوا للعشاء!

نجح شبان في مدينة جنين (شمال) في اغتنام بندقية من طراز «إم 16» من جندي ومجندة بعد تعرضهما لضربٍ مبرح جراء دخولهما بالخطأ إلى المدينة أمس. وأظهر فيديو بثته شبكات التواصل توقيف الجنديين داخل مركبتهما في المدينة، فيما كانت الشرطة الفلسطينية تجري اتصالات في سبيل تقييم الوضع. وبينما كان الجندي والمجندة يجلسان بكل أريحية ويطلب الشرطي الفلسطيني من الشبان الهدوء والابتعاد، هجم حشد من الشبان على السيارة، ليخرج وجه المجندة غارقاً بالدماء، ويُصاب الجندي معهما بعد تعرضهما للضرب. بعد ذلك، أظهرت صور أخرى المجندة تصرخ عقب إصابتها، فيما يظهر في المكان نحو أربعة أشخاص بعضهم يرتدي زياً عسكرياً أُخفيت وجوههم، وبدا جرّاء ذلك أن الصور من عملية تسليم السلطة الجنديين للعدو.
يشار إلى أن حادثة ضرب الجنود ليست الأولى هذا الشهر، إذ سبقها قبل عشرة أيام احتجاز مستوطن وضربه ضرباً مبرحاً في منطقة أبو ديس شرق القدس. كذلك، نقلت مصادر محلية أن ثلاثة إسرائيليين احتجزتهم الشرطة الفلسطينية أول أمس في طولكرم (شمال)، وخلال الاستجواب قالوا إنهم قدموا لتناول طعام العشاء في المدينة!

هجمات المستوطنين تتزايد

عادت هجمات المستوطنين لتتكرر بين فينة وأخرى في عدة مناطق في الضفة، وذلك في موازاة دعوات التيار اليميني إلى قتل العرب وإبادتهم وإجراءات انتقامية، شاع أنه جرى التوقيع بشأنها على عريضة سرية غير رسمية بين جنود العدو في عدد من الوحدات القتالية. وبعد أن كان المستوطنون ينزعون النجمة السداسية عن سياراتهم ويطفئون المذياع بالعبرية عند مرورهم أمام مداخل البلدات الفلسطينية في الانتفاضة الأولى، كي لا يرشقهم الشبان بالحجارة، أصبح المستوطنون يقتحمون البلدات وأحياناً البيوت ويرشقون الفلسطينيين بالحجارة، علماً بأنه بعد حادثتي إحراق محمد أبو خضير وعائلة دوابشة هدأت فورة المستوطنين قليلاً.