تستضيف العاصمة الكويتية اليوم (12 – 14 شباط) مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار العراق، بعد شهرين من إعلان بغداد «النصر العظيم على تنظيم داعش». إذ تراهن الحكومة الاتحادية، برئاسة حيدر العبادي، على جذب الاستثمارات الأجنبية (وخاصّةً القطاع الخاص) لتمويل عمليات الإعمار التي تبلغ تكلفتها 100 مليار دولار، ذلك أن رئيس الوزراء أبدى تخوّفه من «عجز» حكومته عن «تأمين هذا المبلغ المالي الضخم من ميزانيتنا التي تأثرت بانخفاض أسعار النفط الخام، والحرب الطويلة».
ولجذب مستثمري «القطاع الخاص» الحذر من الاستثمار في «بلاد الرافدين»، قدّمت الكويت و«البنك الدولي» سلسلة من التعهداتٍ لطمأنة هؤلاء، ذلك أن العراق يحتل المرتبة العاشرة في قائمة «الفساد العالمية»، لذا تم إنشاء «منصة بيانات عن إعادة الإعمار تضمن الشفافية والمساءلة»، على أن تكون الأولوية في الكويت «وضع الخطط والتحليلات، وإيجاد الحلول» حتى يتسنى لبغداد إعادة بناء خدماتها وأسلوب حياتها.
وعلى هذا الصعيد، شدّد وزير الداخلية قاسم الأعرجي، على أن وزارته «لن تتردد في تطبيق القانون، وستقف بوجه كل من يحاول عرقلة مسيرة البناء والإعمار... وتوفير بيئة آمنة لكافة المستثمرين»، محذّراً ممن «تسوّل له نفسه العبث ومحاولة إيقاف عملية الاستثمار».
وأكّد وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح، أن «استضافة الكويت لمؤتمر إعادة إعمار العراق، والذي يتضمن الاجتماع الوزاري لدول التحالف ضد تنظيم داعش، يعكس إيمان الكويت بأهمية دعم العراق»، معرباً عن تمنياته بالنجاح لفعاليات المؤتمر وأن يحقق أهدافه المرجوّة لـ«التأكيد أننا نبذل جهداً أكبر للانتصار في زمن السلم، عبر تهيئة الظروف الملائمة لترسيخ أسس التعايش السلمي والاجتماعي في المناطق التي تم تطهيرها من التنظيم الإرهابي»، في حين أشار نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله الى أن «أكثر من ألفي شركة ورجل أعمال» سيشاركون في المؤتمر حيث سيقدم المسؤولون العراقيون مشروعهم الضخم، موضحاً أن اليوم الأول سيكون مخصصاً لمؤسسات المجتمع الدولي، فيما سيخصص اليوم الثاني بالكامل للقطاع الخاص، بينما سيكون اليوم الأخير لإعلان المساهمات المالية للدول المشاركة.

بلغت إيرادات العراق من نفط الوسط والجنوب عن شهر كانون الثاني سبعة مليارات دولار


بدوره، أوضح مدير «برنامج الأمم المتحدة للإسكان» في العراق، عرفان علي، أن «الإسكان هو العنصر الرئيسي، لأن 19% من الدمار الكُلّي للبلاد حدث في هذا القطاع، وبالتالي فإن أكثر من 2.6 مليون شخص لا يزالون نازحين». ووفقاً لـ«البرنامج الأممي التشغيلي المتخصص في البحوث التطبيقية عبر الستلايت» (يونوسات)، فإن أكثر من 26 ألف مسكن، بينها أكثر من 17 ألفاً في الموصل، دمرت أو تعرضت لأضرارٍ كبيرة.
في سياقٍ منفصل، اقترحت وزارة النفط العراقية، أمس، على شركة «بريتيش بتروليم» (بي بي) البريطانية دراسة كل الحقول النفطية في محافظة كركوك لتحديد خطّة تطوير تسمح بزيادة الإنتاج، وفق وزير النفط جبّار اللعيبي.
وأعلنت الوزارة في بيان لها أوّل من أمس، أن بغداد باعت أكثر من 108 ملايين برميل من النفط الخام من الحقول الواقعة وسط البلاد وجنوبها، محقّقةً إيرادات ناهزت سبعة مليارات دولار، في وقتٍ لم تسجل فيه الوزارة إحصائية دقيقة لصادرات حقول كركوك وإيراداتها. وأضاف البيان أن «صادرات النفط الخام من موانئ الجنوب المطلّة على الخليج بلغت زهاء 3.5 ملايين برميل يومياً في كانون الثاني، وبمعدل 63 دولاراً سعر البرميل الواحد».
(الأخبار)