ثمّة فرقٌ بين انسحاب قوات «التحالف الدولي» من العراق، وانسحاب القوات الأميركية، خاصّةً أن الأخيرة أكّدت طوال المرحلة الماضية أنها «باقية» في «مرحلة ما بعد داعش» لأسبابٍ عدّة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إيريك باهون، إن «واشنطن لا تنوي سحب أي جندي أميركي من العراق في المدى القريب»، مضيفاً أن «البنتاغون متفق مع حكومة بغداد على تحويل مهمات القوات الأميركية إلى عمليات تركز على تدريب وحدات الجيش العراقي، ورفع جاهزيتها وقدراتها على محاربة الإرهاب».
وتابع في حديثٍ صحافي أن «واشنطن قد تباشر بسحب العتاد الثقيل»، مشدّداً على أن عديد قوات بلاده المنتشرة في العراق هو 5200 جندي، إلى جانب ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا، في وقتٍ يرفض فيه «البنتاغون»، لـ«أسباب أمنية»، وفق باهون، الكشف عن عديد «الوحدات الخاصة» التي قد تنتشر بين الحين والآخر بنحو سرّي.
وسارعت بغداد أمس، إلى الحديث عن شروع قوات «التحالف الدولي» في تنفيذ خطّةٍ لتقليص وجودها في البلاد، بعد القضاء على «داعش»، واستعادة القوات العراقية سيطرتها على جميع المدن والمناطق التي رزحت تحت قبضة التنظيم. إذ أعلن المتحدث باسم الحكومة سعد الحديثي، أن «الخفض الذي يجري بالتنسيق مع بغداد جاء نتيجة لانتهاء العمليات العسكرية ضد داعش، وبالتالي لم يعد هناك أي مبرّر لبقاء مستوى القوات الأميركية على حاله»، رافضاً الإشارة إلى حجم القوات الأميركية التي ستبقى في العراق، لكنه أوضح أن إجراءات خفض القوات ستجري تدريجاً، وأن الأعداد التي ستبقى «كافية لضمان تقديم الدعم واستكمال بناء قدرات القوات العراقية».
بدوره، قال المتحدث باسم «التحالف» راين ديلون، إن «استمرار وجود قوات التحالف في العراق سيكون معتمداً على الظروف، وسيتناسب مع الحاجة، وسيجري بالتنسيق مع الحكومة العراقية»، لافتاً إلى أن قيادة «التحالف» تنوي إصدار بيانٍ عندما تبدأ القوات بالانسحاب. وفي البيان الذي صدر ليل أمس، أعلن «التحالف» تحويل تركيزه في العراق من تمكين العمليات القتالية باتجاه الحفاظ على المكاسب العسكرية، مؤكّداً أنه «سيكيّف القوات بالتشاور مع شركائنا العراقيين من أجل ضمان هزيمة داعش». وحدّد البيان الإطار العام لعمل القوات في العراق، بحيث ستتحوّل إلى التركيز أكثر على «أعمال الشرطة، ومراقبة الحدود، وبناء القدرات العسكرية، والمحافظة على قوّة الدفع الناجحة، وتعزيز قدرات قوات الأمن في ملاحقة داعش الآن وفي المستقبل».
وكانت وكالة «أسوشييتد برس» قد أفادت بأن القوات الأميركية بدأت بسحب جزء من قواتها من العراق، إذ نقلت عن متعاقدين غربيين من داخل قاعدة «عين الأسد» في الأنبار، أن الجيش الأميركي بدأ بنقل عشرات العسكريين والأسلحة والمعدات إلى أفغانستان، في رحلات يومية خلال الأسبوع الماضي، في وقتٍ ذكر فيه مسؤول رفيع مقرّب من العبادي للوكالة أن 60 في المئة من القوات الأميركية الموجودة حالياً في البلاد ستسحب وفقاً للاتفاق المبدئي الذي جرى التوصل إليه مع الولايات المتحدة، حيث ستترك الخطة قوّة قوامها نحو أربعة آلاف جندي أميركي لمواصلة تدريب الجيش العراقي.
برلمانياً، قرّرت رئاسة مجلس النواب استئناف جلسة البرلمان يوم الأحد المقبل، وذلك بعد كسر النصاب القانوني إثر بدء القراءة الثانية لقانون الموازنة العامة لعام 2018، في وقتٍ دعا فيه النائب عن محافظة نينوى عبد الرحيم الشمري، أمس، إلى تأجيل التصويت على الموازنة حتى انتهاء «مؤتمر الدول المانحة في الكويت»، لعدم وجود رؤية واضحة عن المؤتمر، وحجم الدعم والأموال التي ستقدم. وفي هذا الإطار، أعلن الحديثي، مشاركة أكثر من 250 مؤسسة وشركة عالمية وعربية، في مؤتمر الكويت، مشيراً إلى أن «كبرى الشركات العالمية، وكبار المستثمرين، ومنظمات مالية دولية، وقيادات سياسية في الكثير من دول العالم، أكّدت دعمها لجهود العراق في إعادة إعمار البنى التحتية وتأهيلها، خلال المرحلة المقبلة، وإنجاح مؤتمر الكويت لدعم العراق».
وعلى خطّ الاستحقاق الانتخابي، أعلنت «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات» أمس، تسلّمها 100 مليار دينار (نحو 83 مليون دولار) كدفعة أولى من ميزانيتها لتغطية نفقات الانتخابات الضرورية الأولية لحين إقرار الموازنة، فيما أعلن مركز «الإعلام الأمني العراقي» عودة أكثر من 244 ألف عائلة نازحة إلى مناطق سكانها في محافظات الأنبار، وصلاح الدين، ونينوى خلال الأسبوع الماضي.
(الأخبار)




إعادة فتح معبرين بريين مع إيران

أعلنت «هيئة المنافذ الحدودية في العراق»، أمس، عزمها على إعادة افتتاح معبري «كيليه» و«سيروانبن» الحدوديين مع إيران في محافظة السليمانية، وذلك بعد أن أغلقتهما الحكومة الإيرانية بناءً على طلب من الحكومة الاتحادية، في أعقاب إجراء «إقليم كردستان» استفتاء الانفصال عن العراق في أيلول الماضي.
وقالت «الهيئة» في بيان إنها «عقدت اجتماعاً مع مسؤولي الإقليم، وبحثا إعادة فتح المعبرين»، مضيفةً أنها «سترفع مقترحاتها بشأن إعادة فتح المعبرين إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي لاتخاذ قرار بشأنهما».
وترتبط إيران بثلاثة معابر رسمية أخرى مع «الإقليم» هي «برويزخان» و«باشماخ» و«حاج عمران»، وقد أعادت طهران فتحها بعد أسابيع من إغلاقها بطلب من بغداد بعد إجراء أربيل للاستفتاء.
(الأخبار)