يصعب على دول تحالف العدوان على اليمن، وفي مقدمها السعودية والإمارات، استيعاب حقيقة تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم، مفادها أن قرابة 3 سنوات من القصف والحصار والتجويع لم تفلح في كسر مقاتلين حفاة، لا يضيرهم استخدام أي وسيلة «بدائية» في مواجهة الحرب المفروضة على بلدهم الفقير.
هذه الحقيقة التي لا يروق الرياضَ وأبو ظبي إلحاحُ الجميع، بمن فيهم حلفاؤهما المفترضون عليها، لا تجد قائدتا العدوان وسيلة لوقف زحفها إلا عبر سردية «التدخل الإيراني». تكاد لا تمرّ حادثة من حوادث «المقاومة» اليمنية، إلا ويخرج عادل الجبير أو تركي المالكي ليندبا «الضحايا المدنيين السعوديين» الذين لا يسقطون واقعاً، وليحرّضا المجتمع الدولي على «وقف تهريب الصواريخ الباليستية من إيران إلى الميليشيات الحوثية». إذ كيف يمكن تبرير عجز منظومة الدفاع الجوي السعودية، التي هي فخر الصناعة الأميركية، عن اعتراض صواريخ مطوّرة بأيدي من تريد المملكة إرجاعهم إلى كهوف صعدة، بغير تلك «الدعاوى»؟
تُغفل المملكة حقيقةَ امتلاك اليمن مخزوناً صاروخياً استراتيجياً لم تفلح في تدميره إلا في المؤتمرات الصحافية لأحمد عسيري، وكذلك حقيقة فرضِها حظراً على أبسط المواد الممكن استخدامها في تصنيع الصواريخ، والأهم حقيقة وجود إرادة قتالية سبق أن خَبِرها كل من حاول تثبيت موطئ قدم له في هذا البلد. تغفل الرياض ذلك كله، وتصرّ على تسويق «كذبة» الصواريخ الإيرانية، التي لم تعد على ما يبدو تملك من ورقة غيرها لتغطية العجز... والمجزرة المتواصلة بحق اليمنيين.
(الأخبار)