رام الله | قد لا بدو غريباً يوماً ما إذا شكر أحد المتحدثين باسم العدو الإسرائيلي أصحاب كاميرات المراقبة الفلسطينية، ربما لدورهم في فك لغز إحدى العمليات الفدائية، ومَرد هذا الاحتمال هو ورود أنباء عن العثور على سيارة محترقة يُحتَمل أن لها علاقة بعملية نابلس الأخيرة، وكذلك لدور كاميرات المراقبة في كشف عمليات سابقة وأشخاص مطلوبين، ولهذا كان العدو يسارع دوماً إلى مصادرتها، رغم صدور دعوات شعبية إلى مسح محتواها عند وقوع أي حدث.
ووفق مصادر محلية، تحدثت إلى «الأخبار»، صادرت قوة من جيش الاحتلال سيارةً محروقة صباح أمس، عُثر عليها بين كروم الزيتون قرب الجامعة العربية ــ الأميركية، وذلك في محيط بلدة قباطية جنوب جنين، شمالي الضفة الغربية، أي في مكان بعيد تقريباً مدة ساعة عن موقع تنفيذ العملية التي قتل فيها مستوطن إسرائيلي قرب قرية تِل في نابلس.
وتأتي مصادرة السيارة بعد اعتماد الاحتلال توسيع «رقعة تتبّع كاميرات المراقبة» خلال الأيام الماضية، إذ بدا الأمر كخطٍ مرسوم متدرج بدأ من محيط المناطق والقرى القريبة من العملية، في المنطقة الغربية والجنوبية من مدينة نابلس، ثم مرّ تدريجياً بمناطق قرب قلب المدينة كأحياء المخفية والتعاون، لينتقل بعد أيامٍ «فجأة» إلى المنطقة الشرقية مثل حي المساكن الشعبية، ثم قرى الباذان وياصيد. ثم امتد خط مصادرة الكاميرات ليصل مناطق تتبع لمحافظاتٍ أخرى، مثل قرية حداد ومثلث الشهداء، وصولاً إلى قباطية في مدينة جنين.
شرحت تلك المصادر تخوّفها من وجود احتمال كبير لحيازة الاحتلال «معلومات مجانية أثناء السعي خلف منفذي العملية عبر الكاميرات... من مدينة نابلس إلى قباطية». لكنهم لا يستبعدون أن يكون المنفذون قد انتبهوا إلى هذا الجانب، خاصة في حال ثبت أن السيارة المحروقة لها علاقة بالعملية، بدليل وجودها على هذا البعد.
ووفق مسارات الطرق البرية الرسمية، فإن خط الانسحاب غير تقليدي وطويل جداً، بحكم أن المسافة بين "قباطية، جنين، مثلث الشهداء، برقة، دير شرف" يزيد على 60 كلم، فيما تبلغ المسافة بين أول بلدة تتبع جنين في الطريق ما بين المنطقة الغربية من نابلس وجنين 18 كلم، علماً بأن السيلة تبعد عن مركز جنين نفسها 23 كلم، أما قباطية فتبعد عن مركز جنين 11 كلم.
كذلك، في حال كان هناك علاقة للسيارة في جنين بالعملية في نابلس، فإن الاحتلال «سيسعى بلا شك إلى الكشف عن معلومات توصله إلى طرف خيط، وفحص الآثار التي بقيت بعد الاحتراق، مثل رقم "الشاسي" أو تتبّع مسار تنقل السيارات المسروقة من داخل إسرائيل إذا كانت السيارة غير قانونية واستولى عليها المنفذون من هناك».
وكان ناشطون فلسطينيون قد جدّدوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي الدعوات لأصحاب المحال التجارية والفلسطينيين بضرورة التخلص من تسجيلات كاميرات المراقبة القريبة من أماكن تنفيذ العمليات.
(الأخبار)