ترأس رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، اجتماعاً قبل يوم واحد (أول من أمس) من بدء «المجلس المركزي» أعماله، وذلك لإقرار البنود النهائية التي ستناقش في جلسات الأخير (أمس واليوم)، حضره كل من رئيس «المجلس الوطني» المراقب لـ«منظمة التحرير» سليم الزعنون، والقيادي في «فتح» عزام الأحمد، وأعضاء في «اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير» منهم صائب عريقات وحنان عشراوي، مع تغيّب غسان الشكعة بسبب المرض.
وفق محضر للجلسة، الذي وصل «الأخبار»، قال عباس إنه يريد من أعضاء المجلس «اتخاذ موقف حازم للرد على قرار (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب، وما تبعه في الكنيست ومركزية (حزب) الليكود»، مضيفاً: «ترامب كذب كعادته حين قال إننا نرفض المفاوضات، أصلاً المفاوضات متوقفة منذ قبل وصوله وهو لم يدع لها، والآن يتحجج بأنه لن يدفع أموالاً بسبب رفضنا التفاوض... لا أذكر يوماً أننا بأنفسنا أوقفنا التفاوض».
وعن الخطة لمواجهة القرار، شرح «أبو مازن» أن المطلوب هو الحصول على اعتراف بفلسطين دولة تحت الاحتلال، مضيفاً: «أثمر موقفنا من وعد بلفور والحملة التي نفذناها؛ وزير الخارجية البريطاني قال لرياض المالكي (نظيره الفلسطيني) إنهم يسيرون نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية». وعندما سألت حنان عشراوي، بشأن دعوة قناصل الدول لحضور الافتتاح، عن دعوة القنصل الأميركي في القدس، قال عباس: «دعونا كل القناصل (في إجراء بروتوكولي) بما فيهم الأميركي لأنه ما زال معتمداً لدينا، لكنني أطمئنكم أنه لن يحضر».

عباس: نعم، وجّهنا دعوة للقنصل الأميركي لكنه لن يحضر


وتابع: «التوصيات التي تبلورت عندكم يعرضها صائب (عريقات)، ومن له تعديلات يرسلها لاحقاً له، ولجنة الصياغة في المركزي تقف أمام الصيغة النهائية، وعزام (الأحمد) يقدم ملخصاً للقاء القمة بينه وبين (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله في بيروت... لقد حدث اللقاء بالفعل ولا داعي للنفي (في إشارة إلى نفي الأحمد اللقاء)».
وفي مداخلة تالية، قال: «أعرف أن أمريكا تبذل جهوداً مع كل دول العالم وتقول لهم انتظروا ما لدينا ونعد صفقة. صفقة ترامب دون قدس ودون لاجئين، والضغوط ستستمر منهم. لدي ثلاث زيارات: إلى القاهرة لحضور مؤتمر الأزهر، وإلى بروكسل (للاجتماع) مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، إذ طلبنا منهم الاعتراف بدولة فلسطين، والزيارة الثالثة للقمة الأفريقية، وبعدها الشهر المقبل إلى روسيا. أما اللجنة السداسية العربية، فقدمنا إليهم في الاجتماع ست نقاط وطلبنا أن يلتزموها في الحركة السياسية إذا أرادوا التحرك، وأننا لن نتزحزح عنها. نرفض أي تسريبات لصفقة القرن، ولن يعقدوا قمة عربية قبل موعدها الدوري المقبل في السعودية، ولو عقدوا، لن ينفذوا شيئاً كالعادة».
عندما جاء دور الأحمد، طُلب منه الحديث عن شقين: الأول لقاؤه مع نصر الله، والثاني لقاءاته في فرنسا. وفي الأول، قال: «نصر الله حيّا موقفنا في مواجهة قرار ترامب وخطاب الرئيس (عباس) في تركيا، لكن الحزب الآن يرى أن الحرب بينه وبين إسرائيل ربما تضر القضية الفلسطينية... أبلغت نصر الله أن لفتح علاقة مع حزب توده ومع مجاهدي خلق (حزبان إيرانيان محظوران) لكننا لا نتدخل في الشأن الإيراني، كما أخبرته أننا لا نقبل أن تكون العلاقة مع حماس ودعمها نوعاً من التدخل وتشجيعاً لها على عرقلة المصالحة».
أما عن فرنسا، فقال إن المسؤولين في باريس «لم يعدوا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنهم أبلغونا أنهم ضد قرار ترامب، وأنهم متمسكون بالدولة الفلسطينية والقدس عاصمة للدولتين. أبلغناهم أننا لم نعد نحتمل عملية سلام وهمية، ويمكنهم تطوير مؤتمر باريس الماضي بإدخال الصين وروسيا ودول البريكس. (لكن) طلبوا منا ألا تكون مواقفنا ردود أفعال، خاصة أنه في أي عملية سلام لا بد من وجود أمريكا».
من جهة ثانية، لخّص صائب عريقات خطة العمل لليوم التالي بالقول إن ما سيناقش هي «توصيات لجنة مصغرة لبلورة ما عرض من أفكار، وهي لا تمثل الكل لأن البعض له اعتراضات عليها. لقد أبلَغنا الوفد الأوروبي أن زيارة أبو مازن إلى بروكسل مهمة جداً، وهم قالوا إنهم لن يقبلوا أي حل يُفرض علينا... ماكرون قال إن الاعتراف الفرنسي بالدولة عمل فردي، ورددنا بأن هذا ليس فردياً لأنه يتفق والقانون الدولي وقد اعترفت كثير من الدول بنا. الوفود الأوروبية ردت على أسئلنا بأنهم لن يعترفوا الآن بالدولة الفلسطينية، لكننا شددنا عليهم على ضرورة أن تعترف حتى لو دولة أو اثنتان (أوروبيتان) على الأقل».
(الأخبار)