يقترب اليمن من مرحلة دقيقة إثر الغزو السعودي ــ الإماراتي لعدن جنوباً، وتشير المعطيات إلى أن الاتصالات السياسية الجارية لا تلامس جوهر المسألة، لأن الفريقين يستعدان لجولة من المعارك القاسية خلال المرحلة المقبلة. وبينما عاود الجانب السعودي الاتصال بالأمم المتحدة من أجل تثبيت هدنة، قررت حركة «أنصار الله» الاستمرار في عملية حشد نوعية جارية في المناطق الجنوبية من جهة، وعلى الحدود مع السعودية من جهة أخرى، وذلك في الوقت الذي أقيمت فيه غرفة عمليات إماراتية في عدن لإدارة الوضع على الأرض وفض نزاعات بدأت بالظهور بين المجموعات المسلحة.
أيضاً، تسلمت قوات الاحتلال السعودي مطار عدن، وباشرت عمليات ترميم فيه لتحويله إلى مرفق حيوي خلال المدة المقبلة.
في هذه الأثناء، أبلغ مصدر في وزارة الخارجية المصرية «الأخبار» أن مشاورات غير رسمية تجرى في القاهرة بمشاركة قيادات من حزب «المؤتمر الشعبي العام» بهدف التوصل إلى حل سلمي للأزمة اليمنية، مشيراً إلى أن المفاوضات تجرى برعاية مصرية وحضور أميركي بريطاني. وأضاف المصدر أن القيادات اليمنية الموجودة تتحاور بحضور سفيري لندن وواشنطن لدى اليمن، وذلك للوصول إلى «حل سلمي»، لكنه لم يخف وجود صعوبات وتعقيدات بالغة. كذلك أوضح أن خارجية بلاده تنسق مع نظيرتها السعودية هذه المفاوضات للوصول إلى قاعدة يمكن البناء عليها مستقبلاً، مع أنه حتى الآن لم تتم بلورة هذه الرؤية. وأشار، كذلك، إلى أن السفراء الأجانب وصلوا إلى القاهرة، قادمين من الرياض، وأنهم يتواصلون مع وزارات الخارجية في بلادهم إضافة إلى الاتحاد الأوروبي من دون موعد محدد لانتهاء هذه المفاوضات.
وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت أمس عن العضو في «المؤتمر الشعبي العام»، عادل الشجاع، تأكيده أن المفاوضات في القاهرة تجري بين سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات وممثلين عن الحزب الذي يرأسه الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، لإيجاد حل سلمي ورفع الحصار «على اعتبار أن استمرار الحرب والحصار يخدمان الجماعات المتطرفة، وهذه المفاوضات حققت تقدماً كبيراً حتى الآن».
ميدانياً، تقدم الجيش و«اللجان الشعبية» أمس على جبهة مأرب المدينة، حيث شنّوا هجوماً على مواقع عناصر «القاعدة» والمجموعات المسلحة المؤيدة للعدوان في منطقة الضيق في المحافظة، ما أدى إلى مقتل عدد منهم وهرب الآخرين، وفق وكالة «سبأ» التي أكدت تكبّد «عناصر «القاعدة ومرتزقة السعودية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، مع حدوث انهيارات كبيرة في صفوفهم بعد إخفاق التغطية الجوية المساندة لهم من طيران العدوان». كذلك أحرز الجيش و«اللجان» تقدماً في المناطق الغربية والشمالية، حيث استعادوا مواقع كانت عناصر «القاعدة» تتمركز فيها.
وفي عدن، ذكرت وسائل الإعلام المؤيدة للعدوان أن المجموعات المسلحة تمكنت من الدخول إلى قصر معاشيق الرئاسي في مديرية كريتر في عدن، علماً بأنه لا تزال هناك مجموعة كبيرة من عناصر «أنصار الله» وقوات الجيش.
وفي وقتٍ تشهد فيه محافظة لحج الجنوبية اشتباكات بين المجموعات المسلحة، والجيش و«اللجان الشعبية»، للسيطرة على قاعدة العند العسكرية، شنّ العدوان غارات مكثفة يوم أمس على لحج، في إطار ما يعتبره التحالف محاولة لتأمين الطريق إلى عدن.
في هذا الوقت، صعّد الجيش و«اللجان» عملياتهم العسكرية على الحدود أمس، حيث تمكنوا من استهداف عدد من المواقع العسكرية بالصواريخ وقذائف المدفعية في منطقة الخوبة وموقع العين الحارة ومواقع أخرى في جيزان. وأكدت مصادر قصف مواقع في الرملة والسدي والمخروق في نجران، «ما أدى إلى تكبيد العدو خسائر في الأرواح والعتاد حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من تلك المواقع».
(الأخبار)