القاهرة | تحول الفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسي المحتمل في مصر، إلى محور الحديث في «المحروسة»، منذ نهاية الأسبوع، على نحو لم يقتصر على مناقشة سيناريوات دخوله السباق الرئاسي بشكل جدي في مواجهة الرئيس عبد الفتاح السيسي في انتخابات 2018، بل امتد إلى تطورات دراماتيكية، سادتها تكهنات بشأن ملابسات اختفائه لساعات عدة في القاهرة، في ظروف غامضة، وأجّجها إعلان أسرته ومحاميته عدم قدرتهما على التواصل معه أو معرفة مكان وجوده، قبل أن تلتقيه المحامية دينا عدلي حسين، ليلاً، وتؤكد سلامته، وعدم احتجازه، وهي الرسالة التي نقلتها إلى الأسرة.
وبعد إعلان شفيق المقيم في الإمارات منذ خمس سنوات ونصف سنة اعتزامه مغادرة الدولة الخليجية خلال أيام، إثر الفيديو المثير للجدل الذي تحدث فيه عن منعه من السفر، فاجأته السلطات الإماراتية، أول من أمس، بمداهمة المنزل الذي يقطن فيه مع بناته، وأبلغته بأنه لم يعد مرغوباً في وجوده في البلاد، قبل أن يتم اصطحابه إلى مطار دبي، ليستقل طائرة خاصة نقلته إلى مطار القاهرة، حيث خرج من باب كبار الزوار باعتباره رئيس وزراء سابقاً.
وقبيل وصول شفيق الذي أعلن قبل مدة اعتزامه خوض سباق الانتخابات الرئاسية إلى القاهرة، وبعدما تردد أنه تعرض للاحتجاز بشكل مهين، نشرت مواقع إماراتية صورة له على متن طائرة خاصة فخمة لنفي تلك الشائعات.
تفاصيل الدقائق الأخيرة لشفيق في الإمارات سردتها ابنته في تصريحات للإعلام المصري، ووصفت المعاملة التي تلقاها والدها بـ«اللائقة والكريمة»، بينما ظلّت، هي وشقيقتها وأمها، في أبو ظبي، بناءً على طلبهن، وهو ما تم ذكره في البيان الرسمي الذي نشرته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية «وام» بعد وقت قصير من مغادرة شفيق الى القاهرة.

أنباء عن إرسال
حسني مبارك موفداً
إلى شفيق يطلب منه عدم الترشح

الأمن الإماراتي الذي توجه إلى مقر إقامة شفيق رفض مغادرته إلى باريس، بحسب ما قالت إبنته أميرة. وأُبلغ بأن الطائرة الخاصة التي تنتظره في المطار ستنقله إلى القاهرة، وهو ما أربك جدول أعماله، الذي كان يتضمن زيارات إلى باريس ولندن وواشنطن للبحث في سبل تأمين دعم سياسي لحملته الانتخابية، ولقاء الجاليات المصرية في هذه الدول، بحسب الهدف المعلن من الزيارات.
أكثر من سبع ساعات فصلت بين مغادرة شفيق منزله في الامارات ووصوله إلى مصر، بحسب السجلات الرسمية لموعد وصول الطائرة إلى مطار القاهرة، رغم أن الرحلة لا تستغرق في أسوأ الأحوال أكثر من أربع ساعات.
ويبدو أن تأخر الوصول كان مرتبطاً بمفاوضات جرت معه، يتردد أن بعضها تضمن تواصلاً مباشراً مع مسؤولين مصريين عبر الهاتف، ولكن جميعها انتهى من دون جدوى. ومع وصوله الى القاهرة، أُعلن عن توجهه إلى أحد الفنادق الفاخرة القريبة من منزله المغلق منذ سفره، إلا أن محاميته وبناته أصدرن بياناً صحافياً أكدن فيه اختفائه، وعدم قدرتهنّ على التواصل معه، أو معرفة ما إذا كان قد وصل إلى مصر بالفعل أم لا، خصوصاً بعد انقطاع جميع اخباره، وإغلاق هاتفه المحمول، قبل لقاء المحامية مساء أمس.
«الأخبار» اتصلت بالفندق الذي أعلنت الجهات الأمنية وصول شفيق إليه، لكن إدارة الفندق نفت وجود حجز باسمه على النظام الخاص بالحجوزات.
ولكون شفيق رئيس وزراء سابقاً، فمن المفترض تكليف قوة أمنية بمرافقته في تحركاته، وتأمين منزله الواقع في حي التجمع القاهري، وهو إجراء قانوني، أكد مصدر أمني انه تم اتباعه معه.
قضائياً، علمت «الأخبار» أن شفيق قد يواجه قضية لم تغلق بعد، ترتبط بتضخم ثروته مالياً، وهي القضية التي أحيلت من جهاز الكسب غير المشروع إلى القضاء العسكري في 2012، بموجب تعديلات تم إدخالها على قانون الكسب غير المشروع، وينص القانون على أن يكون اختصاص نظر هذا النوع من القضايا للعسكريين المتقاعدين للقضاء العسكري.
إعلامياً، تعرض شفيق لهجوم من الإعلاميين المحسوبين على النظام، في وقت بث فيه التلفزيون المصري خبراً يؤكد أن «الإخوان المسلمين»، لن تدعمه مالياً إلى حين ترشحه رسمياً في سباق الانتخابات الرئاسية. وتركزت الانتقادات الإعلامية على موقف شفيق من «الإخوان» واعتباره مرشحاً للجماعة المحظورة في مواجهة السيسي.
وأكد رئيس المجلس الأعلى للإعلام، مكرم محمد أحمد، في مقال نشرته صحيفة «الأهرام» أمس، أنه التقى شفيق في الامارات قبل أسابيع، واكتشف إصراره على خوض السباق الرئاسي. فيما اعلن الإعلامي المقرب من السيسي مصطفى بكري أن الرئيس الأسبق حسني مبارك أرسل موفداً يطلب من شفيق عدم ترشيح نفسه أمام السيسي تجنباً لتفتيت الأصوات.