انتهت المرحلة الأولى من الجولة الثامنة لمحادثات جنيف، من دون تحقيق أي جديد عن سابقاتها من الجولات. ويمكن القول إن توحيد الوفد المعارض قبل انطلاقها بأيام لا يزال الحدث الأبرز على مسار الحل السياسي الأممي. الجولة اصطدمت منذ بدايتها بتحفّظ سوري على بيان مؤتمر «الرياض 2». وبعد أن تأخّر الوفد الحكومي عن الوصول إلى جنيف والمشاركة في اجتماعت الجولة، عاد ليرفض المحادثات المباشرة، بحجة مخالفة الوفد المعارض الموحّد لبند التفاوض غير المشروط، عبر تفاصيل بيان «الرياض 2».
السلبية الحكومية تجاه هذه الجولة امتدت بدورها على طرح المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، الذي تمثل بـ«ورقة المبادئ الاثني عشر». وهي ورقة وضعها دي ميستورا، وفق قوله، بعد مقاطعة الأفكار المشتركة من الوفدين الحكومي والمعارض، وممثلي المجتمع المدني والمجلس الاستشاري النسائي. وجاء رفض الوفد الحكومي لصيغة طرح الورقة، مرفقاً باعتراض على تجاهل ورقة مقدمة من قبله في الجولات الماضية.
أما الجانب المعارض، فقد قدّم ورقة معدلة عن نسخة دي ميستورا، كان أبرز تغيير فيها تجاهل اسم «الجمهورية العربية السورية»، والاكتفاء باسم «سوريا» في البنود، إلى جانب فقرة تلزم مراجعة جميع المراسيم والقوانين الصادرة بعد آذار 2011. ويعكس التغيير الأول الضغط الأميركي باتجاه تمثيل الأكراد ضمن الوفد الموحّد المنبثق من الرياض، وانسحاب ذلك على الرؤية السعودية التي يبدو أنها لا تلتزم مطالبة الوفد الذي ترعاه بعربية سوريا.
ومع إعلان المبعوث الأممي دعوة جديدة للطرفين السوريين إلى اجتماعات جديدة، الثلاثاء المقبل، أشار الوفد الحكومي إلى أن «الجولة انتهت بالنسبة إليه»، من دون أن يوضح إذا ما كان سيعود إلى جنيف الأسبوع المقبل. أما دي ميستورا، فقد أكد أنه سلم ورقة المبادئ الرئيسية للوفدين، وينتظر منهما خلال الاجتماعات المقبلة رداً حولها، إلى جانب التركيز على سلتي «الدستور» و«الانتخابات».
(الأخبار)