أصدرت محكمة الاستئناف الكويتية حكماً يقضي بالسجن بحق 67 ناشطاً كويتياً معارضاً، بينهم 8 نواب سابقين ونائبان حاليان، لمدة تتراوح بين عام وسبعة أعوام، بعد إدانتهم في قضية «دخول مجلس الأمة (البرلمان) عنوة عام 2011»، فيما أسقطت الدعوى عن شخصين، رغم أنه في عام 2013 أصدرت محكمة ابتدائية كويتية أحكاماً تقضي ببراءة المتهمين في القضية ذاتها.
وأدانت المحكمة هؤلاء بتُهم مختلفة، من بينها «استعمال القوة والعنف ضد موظفين عموميين (حرس المجلس)، ودخول عقار في حيازة الغير بقصد ارتكاب جريمة، والإتلاف والاشتراك في تجمع داخل مجلس الأمة». كما شملت الاتهامات «الدعوة إلى التجمع داخل مجلس الأمة» و«إهانة رجال الشرطة وتحريض رجال الشرطة على التمرد».
صحيفة «القبس» الكويتية قالت على موقعها الإلكتروني إن المحكمة قضت اليوم بحبس «النائبين الحاليين جمعان الحربش (إخوان مسلمون) ووليد الطبطبائي (إسلامي) خمس سنوات لكل منهما، وسنة واحدة للنائب محمد المطير، وحبس النائب السابق مسلم البراك سبع سنوات (الذي أنهى في نيسان الماضي فترة عقوبة تنفيذاً لحكم صدر في عام 2015 بحبسه سنتين مع الشغل والنفاذ بعد إدانته بالإساءة لأمير الكويت)». وأضافت الصحيفة أن الحكم شمل أيضاً «النواب السابقين مبارك الوعلان وسالم النملان وفيصل المسلم وخالد الطاحوس خمس سنوات لكل منهم، وثلاث سنوات للنائب السابق محمد الخليفة».
ووفق مصادر قضائية في الكويت، قضى الحكم بحبس «البراك والطبطبائي والحربش سبعة أعوام،» وحبس المطير سنة واحدة». كما تراوحت الأحكام الصادرة بحق الباقين بين سنة وسبعة أعوام. يُذكر أن اللجنة التشريعية البرلمانية بمجلس الأمة الكويتي كانت قد وافقت على رفع الحصانة عن الطبطبائي والحربش، لكونهما ضمن المتهمين، في شباط الماضي.
من جهته، قال النائب جمعان الحربش، عقب صدور الحكم، في تغريدة على موقع «تويتر»: «الحمد لله على كل حال، أن أكون في السجن خير لي من أن أكون نائباً مرتشياً أو خائناً للأمانة». أما المحامي يوسف الحربش، والذي يدافع عن تسعة متهمين، بينهم النائب الحربش، فقال إن الحكم «واجب النفاذ»، مضيفاً أنه سيتقدم بطلب إلى محكمة التمييز «لوقف تنفيذه».
وتعود هذه القضية إلى تشرين الثاني عام 2011، حين اقتحم نواب من المعارضة ومناصروهم، مقر مجلس الأمة، احتجاجاً على ما اعتبروه «تردي الأوضاع السياسية»، داعين إلى إقالة رئيس مجلس الوزراء السابق ناصر محمد الأحمد الصباح، الذين اتهموه بالفساد. ووصف أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، آنذاك الحادثة بـ«الأربعاء الأسود»، قائلاً إن «الاعتداء على رجال الأمن لن يمر من دون محاسبة».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)