القاهرة ــ الأخبارالساحة الإعلامية في القاهرة على موعد مع تغييرات دائمة، فالأيادي التي تمسك بخيوط اللعبة الإعلامية تشهد تغييرات جذرية مع قرب انتخابات الرئاسة العام المقبل. يبدو أن هناك خطة جديدة تعزز سيطرة السلطات المصرية على الإعلام، إذ علمت «الأخبار» من مصادرها بتعيين وزيرة الاستثمار السابقة، داليا خورشيد، رئيسةً لمجلس إدارة الشركة القابضة للاستثمار التي تملك شركة «حديد المصريين» و«إعلام المصريين»، اللتين يرأسهما رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، ما يُعَدّ مفاجأة كبيرة لسوق الإعلام في مصر، قبل أن يكون خبراً مهماً في سوق الاقتصاد.

يجعل تعيين خورشيد في المنصب الجديد من تواري أبو هشيمة عن المشهد الإعلامي خلال الفترة المقبلة أمراً محتوماً. الرجل الذي بات المصريون يتندرون عليه بقول إنهم يخشون أن يشاركهم امتلاك منازلهم، بعدما دخل في شراكة عبر شركة «إعلام المصريين» التي تأسست عام 2013 في مشاريع إعلامية كثيرة، يزيد من احتمال تراجعه عن تصدر المشهد الإعلامي في «المحروسة»، أن النسبة التي يمتلكها فعلياً في «إعلام المصريين» ليست كبيرة إلى الحد الذي يظهره كمتحكمٍ وحيد في الشركة، بل هو فقط واجهتها الإعلامية عبر منصبه كرئيس لمجلس الإدارة.
أما داليا خورشيد، فقد ابتعدت عن الظهور الإعلامي منذ زواجها بمحافظ البنك المركزي، طارق عامر، في شهر آذار/ مارس من العام الحالي. وقد عملت خورشيد قبل زواجها بالرجل الأهم في النظام المصرفي المصري لمدة عشرة أشهر كوزيرة للاستثمار، ولم يجدد لها في تعديل وزاري حصل في شهر شباط/ فبراير، إذ تولّت حقيبتها إلى جانب وزارة التعاون الدولي الدكتورة سحر نصر، بعد دمج الحقيبتين. وقبل الوزارة عملت خورشيد مديرةً تنفيذية لإحدى أهم شركات رجل الأعمال نجيب ساويرس، هي «أوراسكوم القابضة»، وهو المنصب القريب من ذلك الذي عُيِّنَت فيه حالياً.

علاقة أبو هشيمة بشركائه القطريين لا تزال قائمة

لم يخرج إلى العلن حتى الآن، ما يجعل النظام يتخلّص من صورة أبو هشيمة في واجهة «إعلام المصريين»، فهو «رجل النظام» خلال الفترة السابقة، وهو من يُعلي في كل لقاء معه من أهمية ما يقولون عنه «الإعلام التنموي» الذي يبدو أن الرئاسة تعوّل عليه كثيراً في تدجين السياسة المصرية. كذلك فإن أبو هشيمة يدعم حزب «مستقبل وطن» الذي أعلن أخيراً دعمه لترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية.
لكن برغم ذلك لا يزال أبو هشيمة الذي يعلن دائماً دعمه المطلق لسلطة السيسي، في شراكة مع رجل أعمال قطري في «حديد المصريين»، هو الشيخ محمد بن سحيم آل ثاني، الذي شارك في الشركة بحصة تقدر بنحو 360 مليون جنيه في 2009. وكان أبو هشيمة قد أنشأ خلال فترة حكم «الإخوان»، مجلس التعاون القطري والذي جُمِّد عقب إطاحتهم، لكن علاقة أبو هشيمة بشركائه لا تزال قائمة، وإن لم تكن تبرز كثيراً في أخباره الإعلامية.
وتمتلك «إعلام المصريين» مجموعة من الإصدارات الصحفية حالياً هي صحف «اليوم السابع» و«صوت الأمة» و«عين» وموقع «دوت مصر» وقنوات «أون تي في» التي استحوذت عليها المجموعة من ساويرس، كذلك تستحوذ «إعلام المصريين» على 51% من شركة «برزينتيشن سبورت» و50 % من شركة «مصر للسينما»، وأسهم في قناة «النهار» الفضائية.