لم يكن أحد من المتقاتلين معنياً بـ«استراحة» خلال أيام عيد الفطر، إذ استمرت المعارك على معظم نقاط التماس. وبدا مصيف الزبداني، غربي العاصمة، أسخن نقاط الاشتباك، حيث تقدم الجيش وعناصر المقاومة اللبنانية في سهل الزبداني، ما أدى إلى سيطرتهما على مزارع تابعة للمدينة تقع على طريق إمداد وعبور المسلحين من الزبداني باتجاه نهر بردى جنوباً، وتدعى «درب الشام».
وتؤكد المصادر الميدانية سقوط عشرات المسلحين بين قتيل وجريح، إثر كمين نفذه الجيش والمقاومة، بعد محاولة تسلل قام بها المسلحون من سهل الزبداني باتجاه المدينة. من جانبها ذكرت مواقع معارضة أن «ما يزيد على 1300 مسلح يتعرضون للإبادة»، ما دفع هؤلاء المسلحين إلى توجيه نداء إلى «إخوانهم المجاهدين في سوريا بكل ألوانهم وانتماءاتهم للتوجه إلى المدينة وإنقاذهم».
إلى ذلك أكد مصدر ميداني لـ«الأخبار» أن الحملة الإرهابية التي يتعرض لها مدنيّو بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي تأتي كمحاولة ضغط رداً على التقدم في الزبداني وانتقاماً للقلمون. كلام المصدر يأتي بعد سقوط قذائف صاروخية على عدد من الأحياء السكنية في نبل والزهراء، مصدرها مسلحو بلدة ماير المجاورة ومنطقة المقالع الذين استهدفوا مسجداً، بإحدى قذائفهم، أثناء صلاة العيد، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المصلين، ضمن حملة القصف المتواصلة على البلدتين.

تواصل سقوط القذائف الصاروخية على نبّل والزهراء
عناصر اللجان الشعبية ردّوا على مواقع المسلحين في بلدة ماير، ما أدى إلى تحقيق إصابات مباشرة فيها. وضمن العملية العسكرية المستمرة في سهل الغاب، استهدف سلاح الجو مواقع عدة لمسلحي «جيش الفتح»، في ريف إدلب، رداً على استهداف قرية الفوعة بالصواريخ. مصدر ميداني رأى أن المعارك في الغاب مستمرة من دون تحقيق أي حسم عسكري في مجريات الأمور، في ظل سيطرة الجيش مؤخراً على قرى عدة، تقع ضمن أراضٍ منبسطة داخل السهل الزراعي الحيوي. ويؤكد المصدر أن السيطرة على تلال ومواقع مرتفعة مطلّة على سهل الغاب قد يحدث فرقاً في ميزان المعارك القائمة. وبحسب المصدر، فإن تقدم الجيش في جبال اللاذقية والسيطرة على قرى بيت زيفا وبيت خضور وجبل السنديان وتل الخضر وجبل الرحملية وجبل المقطرانية، ضمن قرى الريف الشمالي المشتعل إثر انسحاب المسلحين منها، أعاد الآمال بتحريك الجبهة الاستراتيجية لمصلحة الجيش وحلفائه.
إحباط محاولة تسلل لعناصر مسلحين باتجاه قرية دورين في الريف الشمالي، أرخى إحساساً بالأمان على جبهات اللاذقية الراكدة، أيضاً، ولا سيما بعد مقتل عدد من المتسللين.
إلى ذلك، ذكرت مواقع معارضة خبر إصابة مسؤولة «كتيبة جعفر الطيار» التابعة لـ «جند الأقصى»، إثر اشتباكات مع حركة «أحرار الشام» في قرية معرزيتا في ريف إدلب الجنوبي. كذلك أكدت التنسيقيات المعارضة محاولة اغتيال أحد مسؤولي «جبهة النصرة» المدعو «أبو خالد الجزراوي»، السعودي الجنسية، من خلال زرع لغم أرضي على طريق البارة ابلين في ريف إدلب أيضاً، في حين ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن «النصرة» فصلت 30 من عناصرها في حماه، «لعدم الطاعة ورفض قتال تنظيم داعش، إضافة إلى الاشتباه بكونهم خلايا نائمة لدى التنظيم».
وفي حماه أيضاً، نعت «التنسيقيات» أحد مسؤولي الألوية التابعة لـ«حركة تحرير حمص» الرائد المنشق عصام حجازي، مع عدد من المسلحين، بعد استهداف سلاح الجو في الجيش السوري مواقعهم في بلدة عقرب في الريف الجنوبي.
وفي سياق آخر، استهدف الجيش تجمعاً للمسلحين قرب تل العلاقية، في ريف درعا، ما أدى إلى وقوع قتلى وإصابات في صفوف المسلحين، يأتي ذلك بعد يومين من زيارة لرئيس هيئة الأركان العامة في الجيش العماد علي أيوب، ضمن جولة تفقدية على المواقع العسكرية في المنطقة الجنوبية.