لا تظهر أدبيات طرفي المفاوضات السورية المنتظرة في جنيف أنّ الاجتماع سيحصل، وإن حدث فسيكون إضافة وقت تضاف إلى «جنيف 1 و 2».
«منسق المعارضة» المدعومة سعودياً هاجم واشنطن باعتبارها تقدّم التنازلات لخصومه، ولم يحسم أمر مشاركة فريقه في المفاوضات، فيما لا تزال دمشق بانتظار قائمة الوفد المعارض، لكونها لن «تتحاور مع أشباح».
وقال «منسق المعارضة السورية» رياض حجاب إنّ الولايات المتحدة تراجعت عن موقفها بشأن سوريا، بما في ذلك مستقبل الرئيس بشار الأسد لاسترضاء روسيا. وأضاف حجاب (الذي اختير في السعودية منسقاً للهيئة التفاوضية للمعارضة لقيادة المحادثات المستقبلية بشأن سوريا) إنّ الخلافات لا تزال قائمة مع الحكومة السورية والأمم المتحدة بشأن جدول أعمال المحادثات المرتبة في جنيف أواخر الشهر الحالي.
وقال: «للأسف، يوجد تراجع واضح جداً خاصة من الولايات المتحدة
في ما يخص أجندة المفاوضات»، مشيراً إلى أن الأميركيين يرغبون في تشكيل حكومة يترك النظام للمعارضة فيها عدداً قليلاً من الوزارات.
وانتقد حجاب الإدارة الأميركية والرئيس أوباما بشأن سياساته، خاصة مقترحات فرض منطقة حظر، وقال: «لا يرغب أوباما فيها (فرض منطقة حظر طيران)... ومع وجود خطوط حمراء على الأسلحة الكيماوية نزعوا الأسلحة... لا اعتقد أن التاريخ سيغفر له».
وعند سؤاله: «هل ستحضر المعارضة المحادثات؟»، أجاب: «السؤال صعب للغاية. أمامنا مشكلة حقيقية. إذا لم نذهب إلى المفاوضات فإنهم سيقولون إننا لا نحترم قرارات الأمم المتحدة، لكن أهلنا يقصفون ويعانون من مجاعة».
ثم أضاف: «إذا لم يجر الإعداد بشكل جيد للمفاوضات فسوف تفشل»، محذراً من أن الفشل «يعني المزيد من اللاجئين المتجهين إلى أوروبا وتحول المزيد من المعتدلين إلى التطرف».
في موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أنّ حكومة بلاده «مصرة على معرفة أسماء وفد المعارضة» الذي ستحاوره في جنيف قبل الذهاب إلى هناك في 25 من الشهر الجاري.
وأضاف، في مقابلة مع «سانا» خلال زيارته الهند: «نحن أبدينا استعدادنا لحضور اجتماعات جنيف للحوار السوري ــ السوري... والمبعوث الخاص للأمين العام إلى الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا كان مرتاحاً لنتائج زيارته دمشق، وهناك ضرورة للاطلاع على أسماء وفد المعارضة لأن وفدنا لن يذهب إلى الحوار مع أشباح».
وأضاف المعلم أنه «سمع خلال لقاءاته في الهند دعماً للموقف السوري وللحكومة السورية وللرئيس بشار الأسد»، مبيّناً أنّ نيودلهي «تستطيع أن تؤدي دوراً فاعلاً في مكافحة الإرهاب وفي مسار حل الأزمة في سوريا».
بدورها، أشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أنّ وضع قائمة موحدة بالمنظمات الإرهابية في سوريا يواجه صعوبات، مؤكدة اتفاق موسكو وواشنطن باعتبار «داعش» و«القاعدة» و«جبهة النصرة» إرهابية.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، في حديث لوكالة «إنترفاكس»: «هناك مشاكل معينة بشأن قوائم المنظمات الإرهابية. وتتطلب هذه المسألة المزيد من التدقيق والتنسيق بين أعضاء مجموعة دعم سوريا».
وأدلى غاتيلوف بهذا التصريح قبيل مشاركته في الاجتماع الروسي ــ الأميركي ــ الأممي في جنيف اليوم.
من جهة أخرى، قال غاتيلوف إن الوفد الروسي إلى جنيف ينوي عقد لقاء يوم غد الخميس مع بعض جماعات المعارضة السورية، موضحاً أن هذه الجماعات تضمّ من لم يشاركوا في لقاء الرياض الشهر الماضي.
(الأخبار، رويترز، سانا)