عمان | وجه جديد للتطبيع في الأردن حمل العنوان الأكاديمي العلمي مع انطلاق فعاليات «المنتدى العالمي للعلوم 2017»، تحت شعار «العلم من أجل السلام»، على مدار خمسة أيام بدأت منذ أمس، وذلك برعاية رسمية وبحضور نحو 3000 شخص من الأكاديميين والعلماء والمعنيين وصنّاع القرار والمستثمرين الذين يمثلون 120 دولة.
ومن المقرر أن تُبحث في المنتدى المعقود على الضفة الشرقية للبحر الميت في المملكة محاور عامة عدة هي: الطاقة والمياه والغذاء وتغير المناخ ومكافحة الفقر وعدم المساواة والتفاهم الثقافي بين الشعوب وإيجاد الثروات وخلق الفرص داخل جميع المجتمعات، علماً بأن هذا المنتدى انطلق برعاية منظمة «اليونسكو» عام 2003، وفي تعريفه أنه معني بـ«تحديد الإمكانات العالمية للمجتمعات العلمية وصناع السياسات من أجل تحقيق تغيير حقيقي في المجتمعات المترابطة».
ومع أن ظاهر الجلسات يحمل عناوين علمية بحتة وبمشاركة علماء من أنحاء العالم، إلا أن حضور علماء إسرائيليين يبقى في نظر كثيرين تطبيعاً، حتى لو كان البلد المستضيف موقّعاً اتفاقية تسوية مع العدو، وخاصة إذا أخذ بالاعتبار أن ثمة «أزمة دبلوماسية» بين الجانبين، رغم أنه يتأكد يوماً بعد يوم أنها أزمة شكلية، في إشارة إلى مغادرة طاقم السفارة الإسرائيلية مقرها في عمان بعد قتل أحد حراسها مواطنين أردنيين.
وبنظرة سريعة على الجلسات التي سيتحدث فيها محاضرون إسرائيليون، يظهر أنها تتمحور حول شقّين: الأول علمي من خلال مشروع «سيسمي» أو «سمسم»، والثاني معني بموضوع التسوية والتطبيع في الشرق الأوسط عبر العلم. وعن «سمسم»، فالاسم يشير إلى المعهد الذي افتتح في منتصف أيار الماضي وحمل اسم «سيسمي» sesame (المركز الدولي لشعاع سنكروترون للعلوم التجريبية والتطبيقية في الشرق الأوسط) ومقره في محافظة البلقاء.
ووفق ما أعلن المعهد، فإنه يختص بتكنولوجيا الجيل الثالث من مسرعات الجزيئات، ويعمل فيه عدد من العلماء والفيزيائيين من دول عدة هي: مصر، تركيا، إيران، البحرين، قبرص، الأردن، باكستان وفلسطين، إضافة إلى إسرائيل، بواقع مقعدين لكل دولة. ويترأس sesame، الذي تشرف عليه «اليونسكو»، في حين أن مديره هو الدكتور خالد طوقان الذي كان قد تبوأ منصب رئيس «هيئة الطاقة الذرية الأردنية»، كما كان وزيراً للتربية والتعليم ووزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي.

يجمع مؤتمر «العلم من أجل السلام» 3 آلاف شخص، منهم إسرائيليون

محلياً، لم يعترض أحد على هذا المشروع العلمي من مناهضي التطبيع مع العدو، إذ سيبدو غير منطقي أيضاً الاعتراض على مشروع من هذا النوع، في حين أن الأردن وقّع عام 1994 اتفاقية تسوية كاملة مع إسرائيل.
أما عن الشق التطبيعي الفعلي، فهو يأتي برعاية «مؤسسة مالطا للمؤتمرات» الذي ترأسه الكيميائية زافرا ليرمانر وهي أميركية إسرائيلية، إذ تسوّق هذه المؤسسة لنفسها عبر برنامج المنتدى المنعقد الآن على أنها «المنبر الوحيد الذي يضم علماء من 17 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (البحرين ومصر وإيران والعراق وإسرائيل والأردن والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وعمان والأراضي الفلسطينية وقطر والسعودية وسوريا وتركيا والإمارات)... وتمنح لهؤلاء العلماء فرصة اللقاء وجهاً لوجه مع خمسة من الحائزين جائزة نوبل لمدة خمسة أيام من أجل تطوير التعاون والعلاقات».
وفي يوم الجمعة المقبل، من المقرر أن تنظم هذه المؤسسة جلسة اليوم الرابع للمنتدى تحت عنوان «استخدام العلم من أجل السلام في الشرق الأوسط: التحديات والفرص»، وستكون المتحدثة الرئيسة فيها عادا يونات، الحائزة «جائزة نوبل في الكيمياء» عام 2009، وستقدم ورقتها تمهيداً للمحاضرين الآخرين وهم: يهودا شيفا، الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات الإسرائيلية المتخصصة بالموارد المائية، حسن الدويك، نائب الرئيس في جامعة القدس، اللواء المتقاعد منصور أبو راشد، مؤسس «مركز عمان للسلام والتنمية»، ليف كريستين سيدنيس، رئيس لجنة الحرية والمسؤولية في المجلس الدولي للعلوم، وأخيراً راميا البقاعين من الجامعة الأردنية.
أما عن المشاركة العربية، فهناك مشاركون عدة من المغرب وليبيا وعُمان، و«الأراضي الفلسطينية» وفق تسمية المنتدى، إضافة إلى السعودية، والجزائر، ومصر، والسودان، والكويت، والعراق، ولبنان.