أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، توجيه قواته الأمنية بـ«التصدي لأي تعرّضٍ حتى لو كان من داخل الأراضي السورية»، مؤكّداً امتلاك حكومته «أسماء من يخطط لإدخال المناطق المتنازع عليها في أزمات أمنية». وأشاد في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، عقب ترؤسه الجلسة الاعتيادية للحكومة، بقواته التي «حقّقت انتصارات كبيرة في محور غربي الأنبار»، معتبراً أن «قدرات بلاده التسليحية بلغت مراحل متقدمة... ونحن بصدد تعزيزها بتزويدها طائرات مقاتلة».
وتطرّق في حديثه إلى «المناطق المتنازع عليها»، باعتبارها جزءاً من الأزمة بين بغداد وأربيل، لافتاً إلى أن «قواتنا أكملت الانتشار في جميع المناطق المتنازع عليها»، ومبدياً تمسّكه بـ«قرار المحكمة الاتحادية بخصوص الاستفتاء، بوصفه نافذاً على جميع مناطق العراق... إذ عمدت أربيل إلى التوسّع على حساب الأزمات الداخلية».
وفي سياقٍ متّصل، حثّت بعثة «الأمم المتحدة للمساعدة في العراق» (يونامي) حكومة «الإقليم» على الالتزام بقرار الحكم القضائي الذي يشدّد على وحدة العراق، موضحةً في بيانها أن «البعثة أحيطت علماً بالتفسير الذي أصدرته المحكمة الاتحادية العليا في العراق للمادة الأولى من الدستور العراقي، والتي تشدد على وحدة العراق... وأنه لا يوجد أي نص دستوري يسمح بانفصال أيّ من المكونات العراقية».
الأزمة المستمرة، منذ أكثر من شهر، يرى جميع متتبعيها أن حلّها لن يكون إلا عن طريق الحوار، إلا أن بغداد التي وضعت شروطاً للعودة إلى طاولة الحوار قابلتها أربيل بـ«مناورة» قدّمت فيها مبادرة لم تلقَ صداها في «عاصمة الرشيد». وعلى هذا الصعيد، دعا الممثل الخاص للأمين العام لـ«الأمم المتحدة» في العراق، يان كوبيتش، كُلّاً من بغداد وأربيل إلى «حل الخلافات بينهما عبر الحوار»، وذلك خلال لقائه مع رئيس حكومة «الإقليم» نجيرفان البرزاني، معتبراً أن هناك «حاجةً للحوار لمعالجة كافة الاختلافات على أساس الدستور العراقي».

أمر العبادي قواته بالتصدي لأي تعرّضٍ حتى لو كان من الأراضي السورية

الحوار «المرتقب» لا يزال في طوره «النظري»، مع تمسّك بغداد بشرط إلغاء نتائج الاستفتاء. إلا أن إصرار أربيل وتمسّكها به سيكونان عائقاً أمام تحويله إلى سياق «عملي». وبالرغم من ذلك، فإن أربيل، ومن خلال نيجيرفان، تسعى إلى إعادة «لململة البيت الكردي المتشظّي»، وذلك مع إعلان المتحدث باسم «الحزب الديموقراطي الكردستاني»، محمود محمد، أن «الهيئة القيادية للحزب، وفي خلال اجتماعها، كلّفت نائب رئيس الحزب، نيجيرفان البرزاني، بالحوار مع الأطراف السياسية الكردية للوصول إلى رؤية مشتركة في الإقليم». وقال محمد إنه «تم التأكيد على رفض إجراء أيّ تغييرات في مؤسسات حكومة الإقليم، لأن الوضع السياسي والاقتصادي لكردستان لا يتحمّل مثل هذه الخطوة، بل يجب العمل من أجل تقوية تلك المؤسسات».
واتهم محمد حكومة العبادي بـ«العمل على إحداث شرخٍ في صفوف الأكراد، من أجل القضاء على مكتسباتهم الدستورية»، موضحاً أن «ما تقوم به الحكومة العراقية تجاه الإقليم خطط لها سابقاً، بينما لم يقم سكان كردستان سوى بإبداء رأيهم.. وعليهم الآن أن يقفوا بوجه هذه المخططات، والعمل معاً من أجل تجاوز الصعاب».
هذا الحراك الذي يقوده «آل البرزاني» في إطار «إعادة ترتيب البيت الداخلي الكردي»، لم يجد تجاوباً عند بعض المكوّنات الكردية الأخرى، خاصّة «حركة التغيير»، التي تقف مقابل خطوات «الحزب الديموقراطي» ومن خلفه رئيسه مسعود البرزاني. وأكّد منسّق عام «الحركة» عمر السيد علي لجوء الحركة إلى خيارات أخرى «إذا لم تستجب أحزاب السلطة لمطالبها»، محمّلاً مسعود البرزاني، بـ«الدرجة الأساس، والاتحاد الوطني مسؤولية الاخفاقات والهزائم التي يمر بها الإقليم».
وأشار السيد علي إلى أن «حركة التغيير مصرّةٌ على مطالبها التي قدمتها إلى الأحزاب الحاكمة»، في إشارةٍ إلى مقترح حلّ الحكومة الحالية، تمهيداً لتشكيل حكومة «إنقاذ وطني» لـ«إدارة المرحلة ولتهدئة الأوضاع المتأزمة». إلى ذلك، نفت مديرية «آسايش أربيل»، أمس، ما تداولته عبر بعض وسائل الإعلام بشأن إخراج مواطنين عرب من منازلهم في المدينة، وإسكان نازحي كركوك مكانهم، مؤكّدةً أن «النازحين والمواطنين العرب يعيشون في المدينة بكل احترام ويمارسون حياتهم بصورة طبيعية».
(الأخبار)






100 مليون دولار في أسبوع واحد

أكّد نائب رئيس البرلمان العراقي همام حمودي أن «عائدات السياح الدينيين الذين دخلوا البلاد قادمين من إيران، وعددٍ من الدول الخليجية والإسلامية، بلغت خلال أسبوع واحد أكثر من 100 مليون دولار»، وذلك مع دخول حوالى 2.5 مليون زائر للبلاد، للمشاركة في أربعينية الإمام الحسين، في مدينة كربلاء جنوبي العراق.
وقال حمودي إنه «جرى تحصيل مبالغ عن سمات الدخول التي منحت لهم يبلغ مجموعها أكثر من 100 مليون دولار»، مطالباً الحكومة بـ«توجيه هذه المبالغ في بناء وتأهيل المدارس، والبنى التحتية، في المحافظات الجنوبية».
وكانت وزارة الخارجية العراقية قد أعلنت منحها تأشيرات دخول لحوالى مليونين ونصف مليون زائر إلى البلاد، وسط توقعات بوصول عدد الزوار الإيرانيين إلى حوالى 3 ملايين هذا العام، ليكون مجموع العدد المتوقّع للزائرين، في الأيام القليلة المقبلة، حوالى 25 مليون زائر.
(الأخبار)