إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي جاهرت بتأييدها انفصال إقليم كردستان عن الدولة العراقية. أمس تبيّن أن إسرائيل هي أيضاً الدولة الوحيدة التي أعلنت عن إحباطها في أعقاب استعادة العراق جزءاً كبيراً من أراضيه وإفشال مخطط تقسيمه.
تلقّت إسرائيل الخسارة كما تلقّاها «انفصاليّو الكرد». من ناحية تل أبيب، تعدّ هزيمة مشروع الانفصال خسارة استراتيجية بعيدة المدى، وتحديداً ما كانت تأمل أن يتحقق في أعقاب إقامة دولة كردية حليفة، تتولى مهمات وظيفية في مواجهة إيران، التهديد المركزي بمعان وجودية للكيان الإسرائيلي.
وفيما كانت الأنباء الواردة من تل أبيب شبه صامتة في اليومين الماضيين حول الموقف الرسمي من سقوط مشروع «الدولة الكردية»، تبيّن أمس أن جهداً استثنائياً بذله رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لمنع سقوط مشروع التقسيم، والدفع باتجاه تأييد «الكرد» ودعمهم في مواجهة الجيش العراقي.

جهد استثنائي بذله نتنياهو لمنع سقوط مشروع التقسيم


وذكرت القناة الثانية العبرية أن نتنياهو «وضع الموضوع الكردي على رأس سلم أولوياته»، الأمر الذي قاده إلى سلسلة اتصالات مع عدد كبير من زعماء العالم، في محاولة منه لحثّهم على «مساعدة الكرد في الدفاع عن أنفسهم أمام هجمات الجيش العراقي». وعلى هذه الخلفية تكشف القناة أنه اتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فيما رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شابات موجود في واشنطن لنقل رسالة مشابهة إلى الأميركيين.
الكرد وانفصالهم وتنمية العلاقات الإسرائيلية معهم موضوع ثابت في جدول أعمال نتنياهو. هذا ما أكدته القناة العبرية أمس، التي شددت على أنّ نتنياهو ينظر إلى الكرد في شمال العراق على أنهم جبهة غربية متقدمة مقابل إيران، وهو واقع جيوسياسي استراتيجي يفرض على العالم المسارعة إلى مساعدتهم في وجه «الهمجية الإيرانية»!
إلى ذلك، أكد مصدر عسكري كردي لموقع nrg العبري أن «الكرد يشعرون بخيبة أمل من إسرائيل، لأنها وكل أصدقائهم تخلّوا عنهم». ولفت المصدر إلى أن «إسرائيل التي دعمتنا في السر، هي الآن غير موجودة لتدعمنا في لحظة الاستحقاق». وحذّر المصدر إسرائيل من تبعات نجاح إسقاط مدينة كركوك و«احتلالها» من قبل الجيش العراقي.