في الجولة الخارجية الثانية له منذ اندلاع الأزمة الخليجية المتواصلة، وصل أمير قطر تميم بن حمد إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور مساء أمس، مستهلاً جولةً آسيوية تشمل أيضاً سنغافورة وإندونيسيا، تلبيةً لدعوة من قادة هذه الدول.وتتجه أنظار الدوحة شرقاً نحو الدول الإسلامية في آسيا، معوّلةً على تعميق التعاون الاقتصادي معها، وهو البند الأساسي على جدول مباحثات تميم الذي يزور ماليزيا للمرة الأولى منذ تولّيه الحكم قبل أربع سنوات.

واستقبل كلٌّ من وزير الدفاع والمهمات الخاصة ووزير التجارة الدولية والصناعة الماليزيين أمير قطر لدى وصوله إلى مطار كوالالمبور الدولي. وذكرت وكالة «قنا» أن تميم سيجري خلال جولته مباحثات مع قادة هذه الدول وكبار المسؤولين فيها، تتناول سبل تطوير علاقات التعاون الثنائية وتنميتها، إضافة إلى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. كذلك سيتم خلال الزيارات توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات.
وتأتي الزيارة التي تستغرق يومين في ماليزيا بعد جولةٍ قام بها تميم، منتصف الشهر الماضي، إلى تركيا وألمانيا وفرنسا قبل أن يتوجه للمشاركة في الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كاسراً العزلة التي تسبّبت فيها الأزمة الخليجية التي تقودها السعودية ضد قطر المتّهمة بـ«دعم الإرهاب».
وعلى صعيد الأزمة المستمرة منذ شهر حزيران الماضي، جمّدت السلطات القطرية الحسابات المصرفية الخاصة بعبدالله بن علي آل ثاني، بعد نحو شهرين من خروج اسمه إلى الواجهة في ضوء الصراع الخليجي المحتدم. عضو الأسرة القطرية الحاكمة المقرّب من السعودية علّق على الإجراء القطري بالقول: «شرّفني النظام القطري بتجميد جميع حساباتي البنكية، وأشكرهم على هذا الوسام وأتشرف بتقديمه للوطن ومن أجله».
وكان بن علي، وهو الابن التاسع لحاكم قطر السابق، علي بن عبدالله آل ثاني، قد التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في آب الماضي، حين «توسّط لدى القيادة السعودية» لفتح الحدود البرية أمام القطريين خلال موسم الحج. بعد هذا اللقاء، أكدت الدوحة أن الشيخ عبدالله لم يكلّف من قبل سلطات الدوحة بزيارة المملكة. منذ ذلك الحين، برز اسم بن علي مع ما بات يُطلق عليها تسمية «المعارضة القطرية»، وبدأت وسائل إعلام خليجية تتحدث في الأسابيع الأخيرة عن «إمكانية تشكيل حكومة قطرية معارضة في المنفى يقودها بن علي».
في هذا السياق، أشار تقرير نشره موقع «ميدل إيست آي»، قبل يومين، إلى أن «وسائل الإعلام السعودية والإماراتية أقدمت في شهر آب الماضي على إبراز عبدالله بن علي آل ثاني على اعتبار أنه الوريث الشرعي للعرش القطري». ولفت الباحث الألماني أندرياس كريغ، في تقريره، إلى أنّ بن علي لم تكن له في السابق أيّ طموحات سياسية، «وبالتالي من المرجّح أنه يحاول حماية مصالحه الاقتصادية مع الرياض، ما دفعه إلى قبول استغلاله وتوظيفه في هذه الحملة»، مقلّلاً من جدّية اعتباره بديلاً سعودياً لحاكم قطر.
(الأخبار، أ ف ب)