تتعمّد طائرات التحالف السعودي استهداف المنشآت السياحية في عدد من المحافظات اليمنية. فبعد أقل من شهرين من استهداف منتجع حمام جارف الكبريتي، أحد أهم المنتجعات السياحية في محافظة صنعاء وإلحاق أضرار فادحة به، جدد يوم أمس استهداف المنتجع بغارات عدة، ما أدى إلى استشهاد 20 مواطناً وإصابة العشرات من زوار المنتجع. ويأتي استهداف «التحالف» لحمام جارف السياحي الواقع في مديرية بلاد الروس في صنعاء بعد يومين من استهداف منتجع بن لادن في مدينة إب ــ التي تُعدّ عاصمة السياحة اليمنية ــ بغارات عدة.
وفي حين حوّلت طائرات العدوان أكثر من 50 معلماً سياحياً إلى أهداف لغاراتها، كشف تقرير صادر عن وزارة السياحة اليمنية في صنعاء أن خسائر القطاع السياحي جراء العدوان السعودي الأميركي والحصار بلغت 12 مليار دولار حتى آب الماضي، في حين خسر نحو ربع مليون عامل في مختلف مجالات العمل السياحي أعمالهم.
وأشار التقرير إلى أن القطاع السياحي في اليمن شهد تحديات كبيرة نتيجة العدوان والحصار المفروض على البلاد منذ آذار الماضي، تمثلت في استهداف وتدمير المنشآت والمواقع والمزارات والمدن والقرى السياحية والتاريخية والأثرية، وتدمير بعض الاستثمارات السياحية الوطنية والعربية والدولية في المجال السياحي وتعليق بعضها الآخر، واستهداف البنى التحتية والخدمية الأساسية في البلاد، إلى جانب توقف الحركة السياحية الوافدة إلى اليمن بصورة كاملة.
وبيّن التقرير أن العدوان تسبّب في انتشار البطالة وخروج نحو ربع مليون من العمل ممن كانوا يعملون في مختلف مجالات العمل السياحي، وغالبيتهم في مجال النقل السياحي ومنشآت الطعام والشراب والإيواء، فضلاً عن فقدان عائلاتهم مصادر دخلها الرئيسي، حيث كان الفرد العامل يعيل نحو أربعة أشخاص كأقل تقدير بمتوسط دخل نحو 100 ــ 150 دولاراً شهرياً.
دمر العدوان 360 موقع تاريخي وسياحي بصورة كلية وجزئية

وأوضح التقرير أن العدوان تسبب في توقف العمل في أكثر من 15 ألف منشأة سياحية كبيرة ومتوسطة وصغيرة من منشآت الطعام والشراب والإيواء والسفر والنقل والتنزة والترفية والاتصال والتفويج السياحي على امتداد التراب الوطني، فضلاً عن مغادرة الكثير من الخبرات السياحية إلى خارج البلاد.
ووفقاً لوزارة السياحة، تسبب العدوان في تدمير وتوقف العمل في نحو 360 موقعاً ومزاراً ومنشأة سياحية وتاريخية وأثرية بصورة كاملة وجزئية. وأدت غارات العدوان التي استهدفت المواقع السياحية والتاريخية والأثرية في المدن والأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين إلى استشهاد ما نسبته 12 في المئة من إجمالي عدد شهداء العدوان، بما فيها تلك المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي الانساني التابع لمنظمة اليونسكو، وأبرزها مدينة صنعاء القديمة وزبيد التاريخية وغيرها من المدن والقرى والأحياء المكتظة بالسكان في كل من صعدة وحجة والحديدة وتعز وعدن ومأرب.
إلى ذلك، أوضح مصدر مسؤول في وزارة السياحة أن السياحة والاقتصاد الوطني تكبّدا الكثير من الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي يصعب تقديرها وحصرها، مؤكداً أن العدوان والحصار تسبّب في توقف السياحة الوافدة وفقدان اليمن نحو مليون و322 ألف سائح كمتوسط القدوم السياحي السنوي إلى اليمن.
وأكد المصدر أن لجنة تقييم وحصر الأضرار على القطاع السياحي شكّلت أخيراً لجنة مصغرة للتواصل مع مكاتب السياحة في المحافظات بغرض المشاركة في حصر الأضرار المباشرة وغير المباشرة، التي لحقت بالقطاع السياحي بسبب العدوان والحصار أو جراء الأعمال التخريبية التي تعرضت لها المعالم التاريخية في بعض المحافظات من قبل التيارات المتشددة، «القاعدة» و«داعش»، وأيضاً من أجل التواصل مع المنظمات الدولية المعنية بالسياحة والتراث العالمي للمساهمة في تقديم الخبرات الفنية لتقييم الأضرار وحصرها.