من العاصمة الفرنسية، باريس، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي استعادة القوات العراقية مدينة الحويجة (230 كلم شمالي شرقي بغداد)، مؤكّداً أن المساحة المتبقية، والتي يسيطر عليها مسلحو تنظيم «داعش»، محصورة فقط بـ«الشريط الحدودي العراقي ــ السوري». وأضاف أن «المساحات التي تم تحريرها شاسعة جدّاً، ولم يتبق إلا القليل».
وقال العبادي، خلال مؤتمرٍ صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانول ماكرون، إنّي «أزف إلى الشعب العراقي والعالم نبأ تحرير قضاء الحويجة، غربي كركوك من سيطرة تنظيم داعش»، مشدّداً على «استمرار الحكومة العراقية بتحقيق الاستقرار، وإعادة جميع النازحين إلى المناطق المحررة».
وجاء المؤتمر عقب اللقاء الثانئي في قصر الإليزيه، حيث تطرّق العبادي إلى استفتاء انفصال «إقليم كردستان»، معتبراً إيّاه «خروجاً عن الدستور، ورفضه من قبل المحكمة الاتحادية والحكومة والبرلمان». وأضاف «يجب بسط سلطة الدولة الاتحادية على الإقليم وكل العراق، مع حرصنا الشديد على الشعب الكردي واحترام تطلعات كل العراقيين»، داعياً قوات «البيشمركة» إلى القتال إلى جانب الجيش العراقي لتحقيق الأمن والاستقرار تحت قيادة السلطة الاتحادية.

أعلنت أنقرة إغلاق كامل
المجال الجوي والحدود
البرية أمام «الإقليم»


وتشي مواقف العبادي بأن الحكومة ستكتفي ــ حتى الآن، بالأطر الدستورية في مسعاها لحل الأزمة مع أربيل، مع تقاطع معلومات «الأخبار» أن التحشيدات العسكرية مستمرة في محافظة كركوك من قِبل بغداد وأربيل، حيث وسّعت قوات «الرد السريع» و«الحشد الشعبي» من مسافة تماسها مع «البيشمركة»، بعد تحريرها عدداً من القرى الواقعة شمالي مركز قضاء الحويجة.
أما «جيران الإقليم»، فإنهم ينحون باتجاه خطواتٍ أكثر حزماً إزاء أربيل، كان آخرها إعلان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، العائد من زيارة العاصمة الإيرانية طهران، «إغلاق كامل المجال الجوي والحدود البرية أمام إقليم كردستان العراق على خلفية استفتاء الانفصال»، محذّراً سكّان «الإقليم»: «ماذا ستفعلون الآن؟ فمن الشمال تركيا، ومن الجنوب حكومة بغداد، ومن الغرب سوريا، ومن الشرق إيران».
وشدّد العبادي، من باريس إحدى العواصم الداعمة لرئيس «الإقليم» مسعود البرزاني، على ضرورة «الحفاظ على وحدة العراق وسيادته، واستمرار التعاون مع فرنسا في مرحلتي مواجهة داعش وتحقيق الأمن والسلام»، شاكراً ماكرون على القرض الذي قدّمته الحكومة الفرنسية لـ«دعم الموازنة والاستقرار في العراق، بقيمة 430 مليون يورو».
بدوره، رحّب ماكرون بضيفه العراقي، معرباً عن «رغبةٍ مشتركة للبلدين في تطوير علاقات الصداقة والتعاون»، مبدياً دعم بلاده لـ«وحدة العراق، ووحدة أراضيه، ودعم الحكومة العراقية في جميع خطواتها الدستورية لحفظ وحدة البلاد».
وإن كانت المواقف الصادرة عن الإليزيه أبرز أهداف العبادي من زيارته، غير أنه أوضح أن الهدف من زيارته «يأتي ضمن توجهنا الجديد في البناء والاستقرار، بعد الانتصار على داعش وما يتطلبه ذلك من دعم دولي»، إذ زار مقر منظمة «أرباب العمل الفرنسية» (MDF)، حيث عقد جلسة مع رؤساء كبرى الشركات إلى جانب لقائه ممثلين عن شركة «تالاس» للتجهيزات الحربية، إضافةً إلى ممثلين عن شركة «توتال» النفطية.
وبالعودة إلى الإنجاز الميداني الذي حققته القوات الأمنية و«الحشد الشعبي»، أمس، في كركوك، فقد أكّد الناطق الرسمي باسم «هيئة الحشد الشعبي» أحمد الأسدي، أن «قوات الحشد أصبحت إحدى معادلات الأمن القومي العراقي»، لافتاً إلى أن «مهمة الحشد الأساسية مع بقية صنوف القوات الأمنية هي الحفاظ على وحدة العراق، وهي رسالة إنذار وتحذير لمن يحاول المساس بوحدة البلاد العصيّة على التجزئة والتقسيم».
وأعلن قائد عمليات «تحرير الحويجة» الفريق الركن عبد الأمير يارالله، استعادة مركز قضاء الحويجة، جنوبي غربي كركوك، بشكلٍ كامل، مؤكّداً أن «داعش لم يعد موجوداً في أي بقعة داخل العراق، باستثناء منطقة الجزيرة، وبلدتي راوة والقائم في أقصى غرب البلاد».
وهنّأ «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، القوات العراقية على تحرير قضاء الحويجة، إذ قال قائد القوات الجنرال الأميركي بول فونك، في بيان، إن «الشركاء العراقيين خاضوا بشجاعة ومهنية حرباً على عدو وحشي بهدف حماية المدنيين الأبرياء»، مضيفاً أن «الانتصار يدلُّ على أننا أقوى معاً، وأن هذا التحالف لا يزال ملتزماً بدعم شركائنا في المعركة الشرسة التي أمامنا».
في سياقٍ متصل، أعلن وزير الدفاع التشيكي مارتن ستروبنيتسكي، عن «خطط وزارته لزيادة عدد عسكرييها في العراق ليصل إلى 200 أو 300 عنصر في عام 2018»، لافتاً إلى أن «البعثة العسكرية التشيكية الجديدة العاملة في العراق، ضمن قوات التحالف الدولي، ستضم عسكريين من مختلف التخصصات، بينهم عاملون في مجال الطب العسكري، ومتخصصون بالحماية من أسلحة الدمار الشامل».
(الأخبار)