من القصر الجمهوري في العاصمة اليمنية صنعاء، أعلن رئيس «المجلس السياسي الأعلى» صالح الصماد، أمس، استعداد بلاده لوقف الضربات الصاروخية «خارج حدود الجمهورية»، أي الأراضي السعودية، مقابل وقف الغارات الجوية من قبل تحالف العدوان الذي تقوده المملكة على اليمن.وجاء عرض الصماد في كلمة ألقاها لمناسبة الذكرى الـ55 لثورة «26 سبتمبر»، قال فيها إن «النظام السعودي لم يستطع وأد الروح الثورية للشعب اليمني»، مضيفاً أن «الهيمنة السعودية سقطت مجدداً في ثورة 21 من سبتمبر».

وفي حين أمل رئيس «المجلس» أن تلقى هذه المبادرة آذاناً صاغية، توعّد دول العدوان بالمزيد من التصعيد العسكري في كافة المحاور، مؤكداً جاهزية «الجيش واللجان الشعبية لضرب مناطق متقدمة في الأراضي السعودية، وقريباً في الإمارات». بدوره، قال رئيس «حكومة الإنقاذ الوطني» عبد العزيز بن حبتور إن اليمن أمام «معركة مفصلية في تاريخه»، منتقداً من يهاجم الحكومة ويطالبها بتحقيق إصلاحات وإنجازات تنموية «في وقت تواجه فيه البلاد عدواناً وحصاراً خانقاً براً وبحراً وجواً».

قدّم محافظ تعز
التابع لهادي، استقالته من منصبه

واحتفلت مختلف المحافظات بالذكرى الـ55 لثورة عام 1962، التي أطاحت الحكم «الإمامي» شمالي البلاد، لا سيما تلك الخاضعة لسيطرة قوات الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي. وأقامت مدينة تعز مهرجاناً شارك فيه الآلاف من أبنائها، وتخلله عرض عسكري ضمّ «800 عسكري»، وفق نائب المتحدث باسم قيادة «محور تعز العسكري»، التابع لهادي، عبد الباسط البحر.
وبينما كانت تعز تحتفل، قدّم محافظها علي المعمري، التابع لهادي، استقالته من منصبه، احتجاجاً على «عرقلة البنك المركزي صرف رواتب 67 ألف موظف في القطاع الحكومي بالمحافظة».
وقال المعمري إن البنك عمد إلى «سياسات التطفيش بصورة توحي بالعنصرية والتعالي، كما لو أنها منّة وفضلاً وليست استحقاقات محافظة تقدّم التضحيات تحت الحرب والحصار»، مشيراً إلى أن البنك «يرفض بصورة متكررة أوامر الرئيس (هادي) ورئيس الحكومة أحمد بن دغر بصرف رواتب الموظفين»، الذين لم يتسلموا رواتبهم للشهر الـ11 على التوالي.
ويأتي ذلك بعد يوم من إعلان المعمري أن البنك «رفض صرف الرواتب بحجة أن محافظ البنك المركزي منصر القعيطي لم يوجه بأمر الصرف».
وفضلاً عن التخبّط السياسي، تشهد المحافظة معارك بين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة، وقوات هادي من جهة ثانية، تصاعدت أمس مع انتشار تقارير تؤكد وقوع خسائر بشرية في صفوف المعسكرين، لا سيما في مديرية الصلو، التي تدور فيها مواجهات منذ نحو عامين، بهدف السيطرة على جبالها المرتفعة.
(الأخبار)