كشفت تسريبات جديدة من بريد السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، أن السعودية كانت تخطط لشن هجوم على قطر، في خطوة رأى السفير أنها «ستحل مشاكل الجميع».ووفق الرسائل التي نشرها موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، أمس، فإن العتيبة كتب حرفياً في محادثة بينه وبين الدبلوماسي الأميركي السابق، إليوت أبرامز، أن الهجوم على قطر «سيحل مشاكل الجميع»، مؤكداً أن الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز، أوشك على القيام بهذه المهمة قبل أشهر من وفاته مطلع عام 2015.

وتأتي التسريبات لتؤكد ما أعلنه أمير الكويت صباح الأحمد الصباح، أن وساطة بلاده نجحت في وقف التدخل العسكري في قطر، الأمر الذي نفته الدول العربية الأربع التي قطعت علاقاتها مع الدوحة في الخامس من حزيران الماضي (السعودية ـ الإمارات ـ البحرين ـ مصر)، في الثامن من الشهر الجاري، في بيان جاء فيه: «نأسف على ما قاله أمير الكويت عن نجاح الوساطة في وقف التدخل العسكري، إذ إن الخيار العسكري لم ولن يكون مطروحاً بأي حال».
وفي التفاصيل، كتب أبرامز، الذي كان يشغل منصب نائب مساعد الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، وكذلك نائب مستشار الأمن القومي في إدارته، في رسالة إلى العتيبة في أيار الماضي، أي قبل اندلاع الأزمة الخليجية بنحو شهر واحد، «على الهاشميين (الأردن) أن يغزوا قطر. فهذا سيحل مشكلة السيولة النقدية لديهم، وكذلك مشكلة دعم قطر للتطرف»، ليجيبه السفير الإماراتي بأن غزو قطر من شأنه «أن يحل مشاكل الجميع... والعاهل السعودي الملك عبدالله كان على وشك القيام بشيء ما في قطر.
مندهشاً، ردَّ أبرامز بالقول «لم أكن أعرف ذلك. هذا خطير! لكن ما مدى صعوبة ذلك؟»، وأشار إلى أن أعداد المواطنين القطريين تتراوح بين 250 إلى 300 ألف نسمة، في حين يشكل الأجانب النسبة الأكبر من السكان، وهؤلاء الأجانب لن يتدخلوا في تلك الحالة، ولن يكون هناك من يقاتل حتى الموت من أجل البلاد. هنا، علّق العتيبة قائلاً: «نعم، هذا هو الملخص، كان الأمر ليتم بسهولة».

أوحى أبرامز للعتيبة أن
ترامب لن يعارض تدخلاً
عسكرياً في قطر

ووفق الرسائل المسربة، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي غرّد مؤيداً مقاطعة قطر في بداية الأزمة، قبل أن يأخذ موقفاً أكثر «حياديةً»، لم يكن سيقبل بمثل هذه الخطوة، إذ قال أبرامز إن الرئيس السابق باراك أوباما كان ليعارض، «أما الرجل الجديد...»، في إشارة إلى ترامب، ليرد السفير الإماراتي: «بالضبط».
وتأتي التسريبات الجديدة بين العتيبة وأبرامز، بعد أيام من انتشار رسائل بين الطرفين، يسخر فيها العتيبة من نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان.
ووصف العتيبة خلفان بـ«المعتوه» بعد استفسار أبرامز من السفير عن التغريدة التي كتبها المسؤول الأمني في دبي إبان الحرائق الكبيرة التي شبت في مناطق بالأراضي الفلسطينية المحتلة العام الماضي.
وقال أبرامز إن «قائد الأمن في دبي ضاحي خلفان، يقول في تغريدة على تويتر: منعت إسرائيل رفع الآذان فشبت فيها النيران. سبحان الله. في الوقت الذي يتمنى فيه القارئ الكويتي مشاري راشد العفاسي، أفضل التمنيات للنيران»، ليرد عليه العتيبة بالقول: «إنه معتوه. لا أحد يستمع إليه… فقط الق نظرة على تغريداته وستعرف لماذا»، ليرد أبرامز متسائلاً:«امممم.. هل يعقل أن يكون قائد الأمن معتوهاً؟».
وبعيداً عن الخلافات الخليجية، كشفت رسائل نشرها «ميدل إيست آي» أن الولايات المتحدة كانت على علم بشحنات السلاح غير الشرعية التي وصلت إلى المتمردين الموالين للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر.
وكتب السفير الإماراتي في رسالة إلى مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس، في عام 2014، «لقد طلب مني (ولي عهد أبو ظبي) محمد بن زايد أن أعلمكم بأننا سنرسل معدات لأصدقائنا في الجزء الغربي من ليبيا خلال اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة»، مضيفاً «سوف تصل المعدات على متن طائرة شحن إماراتية، وسترافقها وحدة عسكرية إماراتية فقط لضمان عبورها بأمان.. لقد طلب مني فقط أن أحيطكم علماً بأن ذلك سيحدث حتى لا يتفاجأ أحد بالموضوع». بدورها، ردّت رايس بالقول: «عُلم... شكراً».
ويربط الموقع بين المعدات التي وردت في رسالة العتيبة المسربة، على الرغم من عدم ذكر أسلحة صراحةً، وتقرير التقصي المسرب من مجلس الأمن الدولي في حزيران، الذي كشف أن الإمارات ورّدت شحنات سلاح غير مشروعة للمتمردين الليبيين الموالين لحفتر.
وعلى الرغم من أن حظر تصدير السلاح لليبيا لا يزال قائماً من قبل الأمم المتحدة منذ عام 2011، إلا أن التقرير يكشف بالتفاصيل أنواع وكميات الأسلحة والمعدات التي وصلت إلى المتمردين الليبيين. ويؤكد التقرير أن الإمارات سلمت قوات حفتر مروحيات قتالية روسية الصنع من طراز Mi-24 وطائرة خفيفة مقاتلة مزودة بمحرك واحد.
كما أظهر شحن ما يزيد على تسعين حاملة جنود مصفحة وأكثر من 500 عربة أخرى لقوات حفتر في طبرق شرق ليبيا في نيسان عام 2016.
وبالإضافة إلى المروحية الروسية، فإن التقرير وجد طائرة هجومية خفيفة منتجة في الولايات المتحدة الأميركية تحمل اسم AT-802i، وهي مخصصة بالأصل لمكافحة الحرائق، لكن تحولت إلى طائرة هجومية، مضيفاً أن شركة Air Tractor الأميركية صدرت 48 طائرة من هذا الطراز إلى الإمارات، إلا أن واحدة فقط وصلت إلى البلاد.
(الأخبار)