بينما كان مقرراً أن يغادر اليوم رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، العاصمة المصرية، عائداً إلى قطاع غزة، طلبت القاهرة منه البقاء حتى غد أو بعده على أقصى تقدير، من أجل عقد لقاء مع وفد من حركة «فتح» من المقرر أن يحطّ في مصر غداً الجمعة على أقصى تقدير.
في هذا الوقت، علمت «الأخبار» أن المصريين تفاهموا مع «حماس» على بقاء منسق من الحركة بصورة دائمة لديهم في مكتب خاص به، وأن يكون برتبة عضو مكتب سياسي، يتوافق على تسميته الطرفان، من أجل متابعة التفاهمات الجارية، خاصة بعدما وصلت إلى مرحلة من تنسيق أمني وسياسي عالٍ (راجع عدد أمس).
كذلك بلّغت الحركة أنها سترفع يدها عن معبر رفح إن كان الشرط المصري لفتحه متعلقاً بوجود لجنة من حكومة وحدة وطنية ــ تُشكّل بناءً على اتفاق مصالحة ــ تشرف على المعبر، مقابل وعد مصري بوضع جدول تشغيل للمعبر مع انتهاء أعمال الصيانة فيه، على أن يكون ذلك مع بداية الشهر الأخير من العام الجاري، أو مطلع العام المقبل على أبعد تقدير، إضافة إلى استكمال تزويد الأمن في غزة بما يلزمه من معدات لتأمين الحدود في أقرب وقت.

تحاول «فتح» الحصول على تنازل حمساوي قبل بدء اللقاءات


وبينما من المقرر أن يصل رئيس وفد «فتح»، عزام الأحمد، إلى القاهرة في غضون الساعات الجارية، أعلن أنه «لن تكون هناك أي لقاءات أو حوارات مع وفد حماس إلا بإعلان الأخيرة بوضوح حل اللجنة الإدارية وتمكين حكومة الوفاق من أداء عملها في قطاع غزة». وأضاف في حديث إذاعي أمس، أن السلطة الآن تركز على صياغة خطاب رئيسها محمود عباس الذي سيلقيه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وسيُسافر مع الأحمد كل من وزير الشؤون المدنية في السلطة حسين الشيخ، وعضو «اللجنة المركزية لفتح» روحي فتوح.
في الإطار نفسه، نقلت مصادر فلسطينية أن «المبادرة السويسرية هي المدخل التي قدمته القاهرة لحل أزمة موظفي حماس (التي تعرقل إتمام المصالحة)، لكن هذه المبادرة تصطدم بقرار عباس الذي يريد أن يعود موظفوه إلى الوزارات أولاً، ثم أن يملأ الشواغر الباقية ممن عينتهم حماس... أو إحالتهم على التقاعد المبكر وحتى مساعدتهم في إقامة مشاريع صغيرة!». وتنص الورقة السويسرية على «دمج موظفي حماس وتشكيل لجان إدارية متخصصة تعمل على تسكين الموظفين والمديرين في الوزارات بجانب موظفي فتح».
وعلمت «الأخبار» أن عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، موسى أبو مرزوق، التقى بالمبعوث السويسري في العاصمة القطرية الدوحة، قبل أيام، لإعادة البحث في الورقة المقدمة. ويوم أمس، التقى أبو مرزوق السفير الروسي لدى القاهرة، سيرجي كيربيتشينكو، للبحث في ملف المصالحة نفسه، وذلك بعد أيام على تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن موسكو تواصلت مع دول عربية لمتابعة الاتفاق الفلسطيني الداخلي.
بالتوازي مع ذلك، كشف أحد أعضاء «لجنة المصالحة المجتمعية»، المدعومة مالياً من الإمارات، من طريق القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان، عن البدء في المرحلة الثانية لتعويض ضحايا الانقسام الفلسطيني الداخلي قريباً، وتتضمن دفع مبالغ مالية لخمسين شخصاً من محافظات القطاع كافة. وذكر المصدر أنه رصدت المبالغ المالية لهذه المرحلة.
وبمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتوقيع اتفاق أوسلو الواقعة أمس، دعت حركة «الجهاد الإسلامي في فلسطين» إلى «التخلص الآثار الكارثية لاتفاق أوسلو، وإلغاء العمل به». وانتقد القيادي طارق قعدان، في تصريح صحافي، «إصرار السلطة على الحفاظ على الالتزامات التي ترتبت عن أوسلو، في ظل تنكر الاحتلال الواضح للحقوق الفلسطينية وعدوانه المستمر». كذلك استنكرت «الجهاد» استمرار جهاز «الأمن الوقائي» في اعتقال كوادر الحركة في مدن الضفة المحتلة، محملةً السلطة «كامل المسؤولية عن ذلك».
(الأخبار)