بعد التعثر الذي وسم المحادثات بشأن الاتفاق على هدنةٍ إنسانية، ولا سيما خلال لقاءات جنيف الأخيرة، أعلنت الأمم المتحدة بدء «هدنة غير مشروطة» ليل اليوم تستمر حتى عيد الفطر في 17 تموز الجاري. الهدنة التي كان من المفترض أن تنطلق مع شهر رمضان للسماح لليمنيين بالتقاط أنفاسهم بعد أكثر من مئة يومٍ على العدوان، هي الثانية بعد هدنة استمرت خمسة أيام لم يلتزم فيها التحالف السعودي وقف عملياته تماماً، ولم تُوفَّر خلالها المساعدات الإغاثية اللازمة لليمنيين.
وجاء إعلان الهدنة بعد سلسلة لقاءات عقدها المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ في صنعاء خلال الأيام الأربعة الماضية، التقى خلالها بالقوى السياسية اليمنية كافة، ولا سيما بممثلين عن حركة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي». ومن دون أن يتبين حتى الآن البنود التي جرى التوافق عليها للتوصل إلى الهدنة، كان ولد الشيخ قد حمل إلى صنعاء «النقاط السبع» التي تقدمت بها الأمم المتحدة إلى القوى السياسية في جنيف، والتي تضمنت في بنودها انسحاب الجيش و«اللجان الشعبية» من المدن اليمنية، في ظلّ تمسك «أنصار الله» برفض هذه المطالب.
وأعلنت الأمم المتحدة، يوم أمس، «هدنة إنسانية غير مشروطة» في اليمن بدءاً من الساعة 23:59 ليل اليوم بالتوقيت المحلي لليمن، وحتى نهاية شهر رمضان. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، إن الرئيس اليمني الفار عبد ربه منصور هادي «نقل موافقته على هذه الهدنة إلى التحالف»، وإن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تلقى تأكيدات من ممثلي «أنصار الله»، ومن «المؤتمر الشعبي العام» ومن أطراف أخرى باحترام وقف إطلاق النار في اليمن «بشكلٍ كامل، وبعدم وقوع أي انتهاكات من المقاتلين الخاضعين لسيطرتهم»، بحسب بيان تلاه دوغاريك أمس. وأعرب بان عن تطلعه «إلى التزام جميع أطراف النزاع في اليمن هدنةً إنسانية دون قيد أو شرط»، مشدداً على «ضرورة وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق».
ومن جهة أخرى، أكد المسؤول الدولي ضرورة مواصلة العمل مع جميع الجهات المعنية اليمنية، بهدف اتخاذ خطوات لبناء الثقة من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار»، بالإضافة إلى وضع آلية لسحب القوات، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، واستئناف عملية سياسية شاملة وفقاً لقرار مجلس الأمن 2216 الداعي إلى انسحاب الجيش و«أنصار الله» من المدن. وقبيل مغادرته صنعاء أمس، أكد ولد الشيخ الذي عبر في حينه عن تفاؤله بإعلان قريب للهدنة، أن الحرب كلما طالت ستكون لها تبعات كارثية، قائلاً: «لهذا نعمل لإنهاء هذه الحرب ونرجع إلى المسار السياسي السلمي».
وكان وزير الخارجية بالوكالة، رياض ياسين، قد أعلن سابقاً شروط «حكومة هادي» للقبول بالهدنة. وأوضح أنها تقدمت بـ 9 شروط إلى الأمم المتحدة، «تتضمن موافقة الحوثيين وحلفائهم على الهدنة وعدم التعرض للمساعدات الإنسانية، والبدء في سحب الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها من محافظات تعز وعدن ومأرب وشبوة».
وتضمن هذه الشروط أيضاً إيجاد آلية أممية فاعلة لمراقبة الهدنة وإعلان أي تجاوزات، والإفراج عن السجناء العسكريين والسياسيين، مع استمرار فرض الحصار الجوي والبحري على اليمن، و«التدخل الفوري لقوات التحالف في حال قيام الحوثيين وحلفائهم بأي عمليات عسكرية».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)