على الرغم من عودة التراشق الكلامي والإعلامي بين شريكَي الحكم في صنعاء، حركة «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام»، في الأيام القليلة الماضية، إلّا أن التصدع السياسي الذي تشهده العلاقة بين الطرفين لم يؤد، حتى الآن، إلى فرط التحالف القائم بينهما وانشقاق الصف الوطني، في ظل التصريحات المشددة على أهمية وحدة الداخل، على الرغم من التجاذبات والخلافات.
فبعد يوم من اتهام اللجنة العامة لـ«المؤتمر الشعبي العام»، عقب اجتماع استثنائي لها، «أنصار الله» باتخاذ قرارات «أحادية الجانب، ومخلّة بمبدأ الشراكة والتوافق، وتخدم أهداف ومخططات قوى العدوان في شق الصف الوطني»، نفى المكتب السياسي لـ«أنصار الله»، أمس، «جملةً وتفصيلاً» ما ورد خلال الاجتماع، مؤكداً حرص الحركة على «الشراكة الوطنية... وتماسك الجبهة الدخلية».
وقالت الحركة في بيان «نحن وحلفاؤنا وشركاؤنا دعمنا ولا نزال ندعم بكل الوسائل نجاح تجربة الشراكة الوطنية مع المؤتمر الشعبي العام وحلفائه»، مضيفةً «ترفعنا على الجراح في محطات عدّة على الرغم مما تعرضنا له من اتهامات وحملات الإفك والتشويه المدروسة والممنهجة من قبل العدوان ومرتزقته».
كما أعرب المكتب السياسي عن أسفه للخوض إعلامياً في هذه الخلافات، مشيراً إلى أن «أنصار الله» رفضت «في أكثر من منعرج الانزلاق إلى المهاترات الإعلامية ونشر الغسيل وإضعاف الجبهة الداخلية». وأضاف البيان «إننا نؤكد للمؤتمر الشعبي العام ولكل القوى والمكونات السياسية... أننا في أنصار الله لا نخطط ولا نشن حملاتنا العسكرية والإعلامية والسياسية إلّا على العدوان ومرتزقته»، مشدداً على أن «المرحلة بحاجة إلى شراكة سياسية حقيقية تحقق تطلعات الشعب وتضحياته».
واختتم البيان بإعلان الحركة «مد يدنا للجميع لتقييم المرحلة الماضية في ظل تجربة الشراكة... من أجل تجاوز الإشكالات والمعوقات والعمل بصدقية وجدية وإخلاص في خدمة الوطن»، مؤكداً أن «اختلاق الخلافات ونشرها بصورة فجة لا يخدم تماسك الجبهة الداخلية، بمقدار ما يغري العدو المتربص الذي بذل المستحيل لخلق صراعات داخلية تحقق له التقدم في الجبهات وادعاء الانتصارات، وهيهات له ذلك».
وجاء البيان ردّاً على بيان صدر عن اللجنة العامة وممثلي «المؤتمر الشعبي العام» وحلفائه في «المجلس السياسي الأعلى»، عقب «اجتماع استثنائي» ترأسه رئيس «المؤتمر» والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، أول من أمس، اتهم «أنصار الله» بقيادة «حملة سياسية وإعلامية ممنهجة ومخطط لها مسبقاً ضد المؤتمر وقيادته... استمرت في التصاعد، وبوتيرة عالية، من خلال عملية الشحن والتعبئة والتحريض التي امتدت إلى وسائل الإعلام الرسمية والخاصة، وإلى المساجد والفعاليات الثقافية والمهرجانات ومختلف وسائل التواصل الإجتماعي».
وفي وقت تسعى فيه الأطراف في صنعاء إلى تجنب انشقاق الجبهة الداخلية والتركيز على الجبهات القتالية وإلحاق المزيد من الخسائر بتحالف العدوان الذي تقوده السعودية على البلاد منذ عام 2015، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس، العدوان بارتكاب «جرائم حرب وقتل 39 مدنياً، بينهم 26 طفلاً في شهرين»، داعية مجلس الأمن إلى «فتح تحقيق دولي» والأمم المتحدة لـ«إعادة التحالف إلى قائمة العار السنوية بسبب الانتهاكات ضد الأطفال في صراع مسلّح».
وأضافت المنظمة الحقوقية أن خمس غارات جوية من قبل تحالف العدوان أصابت أربعة منازل ومتجراً «نُفذت عمداً أو بتهوّر»، ما تسبب في مقتل مدنيين «من دون تمييز... في انتهاك واضح وصريح لقوانين الحرب».
وقالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في المنظمة سارة ليا ويتسن، في بيان، إن «التحالف بقيادة السعودية لم يلتزم بالوعود المتكررة بتنفيذ ضرباته الجوية بشكل قانوني... إذ ان هجماته لا تجنب الأطفال اليمنيين»، مؤكدة «ضرورة أن تعيد الأمم المتحدة التحالف إلى قائمة العار على الفور». وفي الرابع من الشهر الماضي، استهدف العدوان منزلاً في صعدة، ما أدّى إلى مقتل تسعة من أسرة واحدة، بينهم ستة أطفال تتراوح أعمارهم بين ثلاثة و12 عاماً. وقالت المنظمة إن ضربة جوية في الثالث من تموز قتلت ثمانية من أسرة واحدة في محافظة تعز، بينهم طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات.
وبالإضافة إلى ضحايا الغارات الجوية، أعلنت «منظمة الصحة العالمية»، أمس، تجاوز عدد الإصابات بوباء «الكوليرا» في اليمن أكثر من 650 ألفاً، منذ 27 نيسان الماضي.
وقالت المنظمة الدولية في تقرير إنها «سجلت 652 ألفاً، و542 حالة يشتبه إصابتها بوباء الكوليرا في اليمن، مع رصد 2066 حالة وفاة مرتبطة بالمرض، في 22 محافظة من أصل 23، وفي 301 مديرية من أصل 333»، مشيرة إلى أن «محافظة الحديدة هي الأولى من حيث عدد حالات الإصابة بالوباء بأكثر من 82 ألف حالة، تليها محافظة حجة التي سجلت أكثر من 73 ألف حالة، في حين حلّت العاصمة صنعاء ثالثة بواقع 70 ألفاً و350 حالة إصابة».
وفي ما يتعلق بحالات الوفاة، بيّن التقرير أن «محافظة حجة لا تزال هي الأولى بواقع 391 حالة، تليها محافظة إب التي سجلت 262 حالة، فيما حلت محافظة الحديدة ثالثة بواقع 241».
(الأخبار)