لم ينتظر السوريون طويلاً وقوف الجيش السوري قاب قوسين أو أدنى من تحرير مدينة تدمر، بعد خسارة المدينة الشهر الفائت، وما ألحقته من خسائر في صفوف الجيش ومعنويات السوريين. القوات التي انسحبت من مدينة تدمر الشهر الفائت، سرعان ما عادت للإشراف على عملية تحرير المدينة. صدمة سقوط المدينة بالنسبة إلى الموالين للجيش السوري قابلتها صدمة إعلان بدء عملية عسكرية واسعة لتحريرها، على الرغم من مرور وقت طويل على تحضيرات أعدها الجيش السوري بهدوء وبطء.
الجيش استعاد السيطرة على أحد أبراج السيرياتل ومؤسسة الإصلاح الزراعي في البيارات الواقعة غربي المدينة التاريخية. مصدر ميداني أكد لـ«الأخبار» أن المعارك تدور حالياً للسيطرة على قرية المقسم، الواقعة شرقي برج السيرياتل. وتقع قرية المقسم في البيارات الشرقية، إلى الغرب من منطقة المثلث، بحسب المصدر، إذ «تعتبر هدف المعارك القادم، وبالسيطرة عليها، إضافة إلى السيطرة على منطقة المثلث، تكون المرحلة الأولى من العملية العسكرية قد انتهت، ليبدأ تحرير مدينة تدمر التاريخية». وذكر المصدر أن المسلحين هاجموا القوات السورية المتمركزة في المقلع (المعروف بمقلع أبي حسان)، شرقي حقل تدريب الطيران، إلا أن «الجيش تصدى للهجوم، وأوقع مسلحي تنظيم داعش الإرهابي بين قتيل وجريح». وأحكمت وحدات الجيش السيطرة على مزرعة القادري وثنية الرجمة، قرب تدمر، قبل مواصلة التقدم باتجاه المدينة عبر ثلاثة محاور تتركز ضمن نقاط موزعة غربي المدينة. فعالية المدفعية ازدادت وبدت أكثر حضوراً خلال الساعات الماضية، من خلال استهداف حشود «داعش» ضمن مثلث تدمر، قبل شروعهم في الهجوم باتجاه مواقع الجيش القريبة.
وفي مدينة الزبداني القريبة من الحدود اللبنانية، ازدادت وتيرة الاشتباكات بين الجيش السوري وعناصر المقاومة من جهة، ومسلحي «النصرة» وحلفائها من جهة أُخرى. الجيش والمقاومة استكملا العملية العسكرية في حي الزهرة، شمال غرب المدينة، إذ سيطرا على 42 كتلة بناء، ما يعادل نسبة 50% من مساحة الحي، وسط انهيار في دفاعات المسلحين، بالتزامن مع اشتباكات على معظم المحاور الساخنة الأُخرى في المدينة. سلاح الجو تدخل في المعارك القائمة، إذ استهدف مشفى ميدانياً كبيراً، وسط المدينة، يتمركز داخله عدد من المسلحين إضافة إلى قصف الطيران الحربي مقار وتجمعات عدة في محيط المشفى المذكور، ما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوفهم.
إلى ذلك، تواصلت المعارك في الجنوب السوري بين مسلحي «النصرة» و«لواء شهداء اليرموك»، المرتبط بتنظيم «داعش»، ما أدى إلى إعلان الأخير مقتل 16 من عناصره خلال الاشتباكات في قرية عين ذكر، في ريف درعا الغربي. ووجهت «جبهة النصرة» إنذاراً إلى أهالي قرى عين ذكر وجملة ونافعة، بضرورة إخلاء قراهم، قبل بدئها قصف مواقع «لواء شهداء اليرموك»، باستخدام المدفعية وراجمات الصواريخ. وترافق التحذير مع حشود كبيرة لمسلحي «النصرة» في ريف درعا الغربي. يأتي ذلك بالتزامن مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين عناصر «اللواء» ومسلحي «النصرة» في قرية عين ذكر والمسرتية القريبة من قرية جملة، المقر الرئيسي لمسؤول «اللواء» المرتبط بتنظيم داعش، أبو علي البريدي الملقب بـ«الخال»، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
وفي سياق آخر، استهدف الجيش بالقذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة آليتين للمسلحين، في جنة القرى بمحيط جسر الشغور، في ريف إدلب، ما أدى إلى مقتل 10 مسلحين وجرح آخرين.