يتوجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى أميركا اللاتينية في جولة تاريخية هي الأولى من نوعها لشخصية إسرائيلية رسمية بهذا المنصب منذ تأسيس كيان العدو، إذ يزور خلال جولته كلاً من الأرجنتين وكولومبيا والمكسيك، وسيلتقي رؤساءها وأفراد الطائفة اليهودية فيها.وستكون بيونيس آيرس أولى محطات نتنياهو، حيث سيوقع مع الرئيس الأرجنتيني، ماوريسيو ماكري، على سلسلة من اتفاقات التعاون المتبادل بين البلدين. مع ذلك، يفترض أن يحضر في الأرجنتين أيضاً مراسم إحياء ذكرى تفجير السفارة الإسرائيلية عام 1992 والمركز اليهودي هناك (1994). ووفق التقارير الإعلامية، سيلتقي مع رئيس الباراغواي، هوراسيو كارتيس، في العاصمة الأرجنتينية.

في محطته الثانية، يوقع نتنياهو مع الرئيس الكولومبي، خوان مانويل سانتوس، على عدة مذكرات للتعاون مع بلاده في مجال العلوم والسياحة. أما في محطته الثالثة، المكسيك، فسيلتقي الرئيس إنريك بينا نيتو، حيث يوقعان على مذكرة تعاون في مجال أبحاث الفضاء والطيران والاتصالات.
هكذا، تبدو الجولة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع هذه الدول. وضمن هذا الإطار، أوضح نتنياهو أنه ستنضم إليه «في الأرجنتين والمكسيك وفود أرسلتها شركات إسرائيلية بهدف تطوير العلاقات الاقتصادية بيننا وبين هاتين الدولتين»، قائلاً إن الهدف تعزيز «علاقاتنا الاقتصادية والأمنية والتكنولوجية في أميركا اللاتينية».
وتندرج هذه الخطوة في سياق خطة عمل تتبناها حكومة نتنياهو لتوسيع نطاق علاقات إسرائيل مع دول العالم، وهو ما أشار إليه بالقول: «نقوم في أميركا اللاتينية بما نقوم به في كل من آسيا وأفريقيا وأوستراليا وأوروبا الشرقية وفي شرق البحر الأبيض المتوسط، وفي كل أنحاء العالم». كما أن الهدف هو «استمرار تعزيز مكانة إسرائيل الدولية، وهذا الحراك نقوده بمنهجية وبوضوح».
وعملياً، يحاول رئيس حكومة العدو من هذه المواقف الترويج لمفهوم أن هذه الزيارات والعلاقات تخدم إسرائيل بتجنيد حلفاء لها في المعارك الدبلوماسية في الأمم المتحدة، وللبحث كذلك عن زبائن ومشترين لشركات الأسلحة. ولفت نتنياهو إلى المدخل الذي تنوي تل أبيب استثماره لتعزيز العلاقات مع المكسيك تحديداً، بالقول إن «المكسيك شهدت خلال نهاية الأسبوع زلزالاً عنيفاً... وفي محادثاتي مع رئيس المكسيك، سنعرض عليه مساعدات إسرائيلية في عملية الترميم ورفع الأنقاض أو أي مساعدة أخرى يمكننا تقديمها».
بعد ذلك، من المقرر أن يتوجه نتنياهو إلى الولايات المتحدة لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما يفترض أن يجتمع خلال وجوده هناك بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إذ يدور الحديث عن إمكانية عقد قمة دولية ثلاثية بمبادرة من ترامب، تشمل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.
مع ذلك، من الطبيعي أن يستغل نتنياهو هذه الجولة، إضافة إلى أي حدث سياسي أو أمني، لحرف الأنظار عن الفضائح وشبهات الفساد التي تلاحقه وأسرته، فضلاً عن الحرج الذي تسبب فيه ابنه يائير، نتيجة رسم كاريكاتيرات تسببت في ردود فعل وسجال داخلي. الأمر نفسه ينسحب على تظهير البعد الأمني الذي تعمد إظهاره خلال جلسة الحكومة بالتشديد على أن جهاز «الشاباك» أحبط أكثر من 70 خلية «إرهابية» كانت تنوي تنفيذ عمليات في الشهرين الأخيرين.
وكان رئيس «الشاباك»، نداف ارغمان، قد عرض تقريراً أمام الحكومة عن التهديدات الأمنية المحدقة بإسرائيل، لافتاً إلى أن «حماس» تعمق «علاقاتها الاستراتيجية» مع إيران، وتعمل على تثبيت معقل لها في لبنان. وبتوجيه من قادة الحركة في قطاع غزة وفي الخارج، ذكر ارغمان أن «حماس» لا تزال تسعى إلى تنفيذ عمليات في الضفة المحتلة، «لكنها تجد صعوبة في التنفيذ، وخاصة على ضوء إحباط إسرائيل لذلك».
(الأخبار)