القاهرة | حسم اللقاء الذي جمع الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والروسي فلايديمر بوتين، على هامش قمة «بريكس» في الصين أمس، مصير مشروع الضبعة النووي، عبر التأكيد على تنفيذ المشروع الذي يتضمن بناء أربعة مفاعلات مصرية نووية بتكنولوجيا روسية على ساحل البحر المتوسط، وتستخدم في «الأغراض السلمية وتوليد الطاقة الكهربائية».
ووفق البيان الصادر عن الرئاسة المصرية، فإن الرئيس الروسي «رحّب بدعوة» نظيره لحضور الاحتفال الذي سوف يُقام «لمناسبة وضع حجر الأساس لمحطة الضبعة»، على أن يتم الاتفاق على موعد الزيارة بين الجانبين. وبدأت الرئاسة المصرية الترتيب لموعد زيارة بوتين، ليكون قبل نهاية العام الجاري.
وكان العمل في أرض المشروع قد بدأ عملياً في العامين الماضيين، وتم تجهيزها لعمليات الإنشاء. ومن المتوقع أن تبدأ مصر بالحصول على أولى دفعات القرض الروسي لتمويل المشروع في الشهر المقبل، على أن تبدأ في عام 2028 عملية سداد قيمة القرض الذي يصل «إلى 25 مليار دولار».

يواجه «مشروع الضبعة» انتقادات
لأنّ القرض الروسيّ
يزيد الديون

ويواجه «مشروع الضبعة» انتقادات داخلية، لأنّ القرض الجديد سيزيد من الديون على الدولة المصرية «التي وصلت إلى 77 مليار دولار»، وهو أكثر من ضعف ما كانت عليه قبل وصول السيسي إلى السلطة، فيما يؤكد المؤيدون للمشروع أنّ التسهيلات التي حصلت عليها مصر من الجانب الروسي في التنفيذ تجعل السداد الذي سيبدأ مع تشغيل المفاعل النووي ممكناً.
من جهة أخرى، وفق مصادر مصرية غير رسمية، فإنّ «وفداً مصرياً سوف يشارك في اجتماعات تُعقد في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا خلال الشهر الجاري، وسوف يعرض الموقف المصري من إنشاء المحطة والاستخدامات السلمية للمحطة في توليد الطاقة الكهربائية».
وفي حديث إلى «الأخبار»، يقول كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق، يسري أبو شادي، إنّ «المشروع سوف يوفر العديد من المزايا للدولة المصرية... وهو سوف يوفِّر تسديد تكلفته من عائدات التشغيل خلال سنوات قليلة». ويضيف أبو شادي أنّ «مصر بحاجة إلى المشروع لحلّ أزمات عدة».
في غضون ذلك، يبدو أنّ «لقاء الصين» بين الرئيسين لم ينجح في حسم «ملف عودة السياحة الروسية إلى القاهرة» بعدما توقفت منذ حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء بعمل إرهابي في نهاية عام 2015. وتتوقع مصادر رئاسية مصرية أن يتم الإعلان عن «استئناف الرحلات من المطارات الروسية إلى مختلف المطارات المصرية خلال زيارة بوتين المرتقبة للقاهرة».