على بُعد 25 يوماً من إجراء أربيل استفتاء الانفصال عن العراق، رغم المعارضة المحلية والإقليمية والدولية لهذه الخطوة، يبدو أن بعض القوى الكردية مصمّمةٌ على المضي قدماً في هذا المجال، إذ أكّد محافظ كركوك نجم الدين كريم أن «التصويت سيحدث قطعاً».وإلى جانب رئيس الإقليم مسعود البرزاني، وحزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» (بزعامة جلال طالباني) وقوىً أخرى، فجّر أعضاء مجلس محافظة كركوك، قنبلةً جديدة مع تصويتهم لمصلحة المشاركة في الاستفتاء المزمع إجراؤه في 25 أيلول المقبل.

ولم يحضر التصويت سوى 24 عضواً من أصل 41، مع تصويت 23 بالموافقة على المشاركة، فيما امتنع عضو واحد عن التصويت. وقاطع باقي أعضاء المجلس من العرب والتركمان التصويت، إذ أصدروا بيانات ندّدوا فيها بالتصويت بوصفه «غير دستوري».
في المقابل، حذّرت طهران المحافظة من المشاركة في الاستفتاء، واعتبرته قراراً «خاطئاً واستفزازياً وغير مقبول». ووصفت وزارة الخارجية في بيان لها الاستفتاء بأنه «خطير»، مشيرةً إلى أن «بغداد والأمم المتحدة والعديد من دول المنطقة وخارجها رفضته». ونقل البيان عن المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي، قوله إن «الاستفتاء يعتبر إجراءً خطيراً واستفزازياً، ولا يساعد على دعم الحوار الأخير في بغداد لتسوية القضايا العالقة فحسب، بل سيؤثر أيضاً بمسيرة دعم انتصارات العراق في محاربة الإرهاب». وأضاف أن «طهران تحذّر من تداعيات هذا القرار الخاطئ، الذي يعد انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق ووحدة أراضيه»، رافضاً «أي إجراء يؤدي إلي قيام أزمات جديدة في المنطقة وعلى حدود دول الجوار العراقي».
ميدانياً، تواصل القوات العراقية المختلفة عملياتها العسكرية لاستعادة ناحية العياضية، شمالي قضاء تلعفر، التي تعتبر آخر جيوب تنظيم «داعش» في محافظة نينوى.

أعلنت بغداد وعمان إعادة افتتاح منفذ طريبيل الحدودي

وقال قائد عمليات «قادمون يا تلعفر» الفريق الركن عبد الأمير يارالله، أمس، إن «قطعاتنا تحرّر الجزء الشرقي لناحية العياضية»، فيما أعلن المتحدث باسم «الحشد الشعبي» أحمد الأسدي، «تحرير نصف العياضية تقريباً». وأضاف، في حديثه إلى وكالة «فرانس برس»، أن «المعارك شرسة والمقاومة شديدة، لكن التقدم من ثلاثة محاور وجميع القطعات مشتركة في المعركة حتى القضاء على آخر الإرهابيين الموجودين داخل المنطقة»، متوقّعاً «تحريرها خلال يوم أو يومين».
ويمنح القضاء على المسلحين في العياضية، استعادة القوات العراقية السيطرة الكاملة على محافظة نينوى، فيما تعتبر الناحية ذات أهمية استراتيجية لكونها تقع على الطريق الرابط بين العراق وسوريا.
بدوره، أشار نائب قائد «القوات الجويّة في التحالف الدولي»، الجنرال أندرو كروفت، إلى أن «نحو 150 إلى 200 مقاتل من داعش انتقلوا مع عائلاتهم من تلعفر باتجاه العياضية»، فيما لفت أحد القادة الميدانيين، في حديثه إلى وكالة «رويترز»، إلى أن «تضاريس المنطقة لا تسمح بدخول الدبابات، ولذلك يستخدم جنود المشاة الأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية»، إثر الحديث عن انتقال القتال من الشوارع إلى داخل بيوت البلدة.
على صعيدٍ آخر، أعلنت الحكومتان العراقية والأردنية، أمس، إعادة افتتاح منفذ طريبيل الحدودي بعد ثلاثة أعوام من إغلاقه بسبب الأوضاع الأمنية في العراق. وذكرت الحكومتان في بيان مشترك أن «إعادة افتتاح المنفذ، التي جاءت بعد تأمين الطريق الدولي من اعتداءات العصابات الإجرامية، ستشكل نقلة نوعية في مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، من طريق هذا الشريان الحيوي في مختلف المجالات الإنسانية، والاقتصادية، ولا سيما التجارية». وتعهدت الحكومتان ببذل كل الجهود من خلال تعاونهما المشترك لـ«تحقيق الانسيابية في تنقل المواطنين، والشاحنات في الاتجاهين»، إذ قال البيان إن «إعادة افتتاح هذا المعبر الحيوي ستخدم مصالح الشعبين، وتعزز فرص الأمن والاستقرار، والتنمية في البلدين».
ويُعد معبر طريبيل المنفذ الوحيد الذي يربط العراق بالأردن، وقد أغلق لأكثر من ثلاثة أعوام بعد سيطرة مسلحي تنظيم «داعش» على محافظة الأنبار، حيث يمرّ الطريق من بغداد إلى المنفذ.
(الأخبار)