أكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الأخبار» أن الاتصالات بين «أنصار الله» والمسؤولين الدوليين انتهت إلى تفاهم مبدئي على إعلان شامل لوقف إطلاق النار على كامل الأراضي اليمنية ووقف كل الأعمال العدوانية من قبل السعودية.وكشف المصدر أن الاتصالات الجارية الآن بين مسقط والقاهرة ومقر الأمم المتحدة في نيويورك، نقلت إشارات إيجابية من صنعاء والرياض، وأن الاتفاق يفترض أن يكون لمدة خمسة أيام، لكن العمل جار لجعله يمتد إلى ما بعد عيد الفطر.

وكان المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ قد التقى في وقت متأخر من ليل أمس، ممثلين من «أنصار الله» في صنعاء، وقال ‏مصدر مطلع لـ«الأخبار» (علي جاحز) إن اللقاء ناقش بصورة رئيسية مسألة الهدنة، مبشّراً بإمكانية «إعلانها خلال الساعات المقبلة»، رغم التصعيد الميداني. وقال عضو المكتب السياسي في «أنصار الله»، حمزة الحوثي، إن تصعيد السعودية في ظلّ وجود المبعوث الدولي في صنعاء، «هو إهانة للأمم المتحدة واستهتار بالجهود ‏التي تبذلها خلال هذه الأيام».
الأمم المتحدة:
مقتل 1528 مدنياً يمنياً منذ آذار الماضي

وكان ولد الشيخ قد التقى ليل أول من أمس بقيادات من حزب «المؤتمر الشعبي العام»، الذي أوضح عبر موقعه الإلكتروني أن المبعوث الدولي «يحمل مبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تتضمن سبع نقاط»، مضيفاً أن «قيادات في الحزب طالبت الأمم المتحدة بالعمل على إيقاف الحرب في اليمن، والاتجاه نحو الحلّ السياسي عبر الحوار».
من جهتها، جددت حركة «أنصار الله» التأكيد أن «الحل لن يكون إلا يمنياً خالصاً»، وذلك في رفض لكل ما في جعبة ولد الشيخ بالنسبة إلى المسار السياسي المرتقب في اليمن. وقال عضو المكتب السياسي في الحركة، علي العماد، في تصريحات صحافية، إن مصلحة الشعب اليمني «لا تحققها إلا القوى السياسية الموجودة في الداخل، لا في فنادق الرياض»، بحسب وصفه، في إشارة إلى الرئيس الفارّ عبد ربه منصور هادي وفريقه المقيمين في العاصمة السعودية.
وارتفعت حصيلة الضحايا اليمنيين لعمليات العدوان يوم أول من أمس فقط، إلى 176 شهيداً، وهو أكبر عدد من القتلى يسقط في يوم واحد منذ بدء «التحالف» بحملته الجوية منذ أواخر آذار الماضي. 30 شهيداً من هذه الحصيلة سقطوا في الغارات على سوق شعبي في محافظة عمران، و60 منهم في سوق للماشية في سوق الفيوش في محافظة لحج، بينما يستمرّ «التحالف» في عملياته الجوية حتى «تحقيق كامل أهدافه»، بحسب تأكيد المتحدث العسكري باسم العدوان أحمد عسيري.
في هذا الوقت، تعلو أصوات التحذير من كارثة وشيكة في اليمن على مختلف الصعد، جرّاء الحرب المستمرة منذ أكثر من مئة يوم، ما يحتّم الذهاب إلى هدنة فورية. وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، سيسيلي بويلي، إن «أعداد القتلى جراء الاشتباكات المتواصلة في اليمن، وصلت إلى ألف و528 قتيلاً، فضلاً عن إصابة ثلاثة آلاف و605 آخرين، ولجوء ونزوح أكثر من مليون شخص».
وأعربت بويلي في مؤتمر صحافي عقدته في مكتب الأمم المتحدة في مدينة جنيف عن «قلقها العميق من وضع حقوق الإنسان المتدهور في اليمن»، مشيرةً إلى أن 92 مدنياً لقوا مصرعم بين 17 حزيران الماضي و3 تموز الجاري، «منهم 18 طفلاً و18 امرأة، فضلاً عن إصابة 179 مدنياً».
وتابع العدوان يوم أمس، عملياته الجوية ضد الأراضي اليمنية، حيث تعرضت قاعدة الديلمي والمطار الحربي في العاصمة صنعاء، مجدداً لغارات عنيفة شنتها مقاتلات التحالف، فجر أمس. وشنّ العدوان أربع غارات على مقر القوات الخاصة في مدينة إب، وسط البلاد، بالإضافة إلى استهداف منزل رئيس فرع حزب «المؤتمر الشعبي العام»، عبد الواحد صلاح، في مديرية الرضمة في إب، حيث استهدفت سلسلة غارات جوية أيضاً مجمعاً حكومياً.
وشهدت مدن الجنوب يوم أمس، غارات كثيفة، إذ استهدف طيران التحالف مناطق في عدن ومحيطها، وخصوصاً المقر العام للاستخبارات ومقر التلفزيون. وفي محافظة لحج أدى قصف طيران التحالف يوم الاثنين فقط إلى مقتل 47 شخصاً، بينهم 41 مدنياً، وفقاً لحصيلة مصادر طبية. كذلك، قتل 10 أشخاص يوم أمس، في انفجار سيارة مفخخة استهدف دائرة أمن محافظة البيضاء وسط البلاد.
من جهة أخرى، يتابع هادي وفريقه محاولات «إعادة هيكلة» القوات المسلحة اليمينة، عبر إصدار قرارات بتعيين قيادات موالية له، إلا أن مصادر محلية قالت أكثر من مرة، إن قرارات هادي لا تلقى صدىً على الأرض، حيث موازين القوى ليست لمصلحته. وقرر هادي مساء أول من أمس، تعيين قائد جديد، وأركان حرب، للمنطقة العسكرية الرابعة في محافظة عدن، حيث قضى القرار بتعيين اللواء الركن أحمد سيف محسن، قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة في المحافظة الجنوبية، خلفاً لقائدها السابق اللواء ركن سيف صالح محسن الضالعي. وقضت المادة الثانية من القرار، بتعيين العميد الركن ناصر عبد الله ناصر بارويس، أركان حرب للمنطقة العسكرية نفسها.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول، رويترز)