دخلت مدينة الزبداني، القريبة من الحدود اللبنانية، والمواجهة لطريق دمشق ــ بيروت، مرحلة جديدة على الصعيد الميداني، بعد اقتحامها من قبل عناصر الجيش السوري والمقاومة اللبنانية. دخول الجيش السوري ومقاومي حزب الله المدينة الاستراتيجية، أمس، كان الحدث الأبرز، إذ سيطروا على كتل سكنية عدة في حي السلطاني، جنوب المدينة، وصولاً إلى مثلث جامع الهدى، داخل الحي. في حين سيطرت باقي القوات على منطقة الجمعيات، غرب المدينة، بالكامل.
المسلحون الذين كانوا يتمركزون في المناطق المذكورة، داخل المدينة، تراجعوا إلى وسط الزبداني، بالإضافة إلى 200 حالة فرار باتجاه جرود مضايا، في القلمون، خلال ليلة واحدة. فيما لا يزال مسلحو «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» وجماعات مرتبطة بتنظيم «داعش» ينتشرون ضمن مساحات تمتد على نحو 25 كلم مربعاً في مدينة الزبداني وبساتينها. مصادر ميدانية أكدت أن المدينة الاستراتيجية معزولة بالكامل عن محيطها، إذ تم فصلها من قبل الجيش والمقاومة عن القلمون شمالاً، فيما تم قطع طريق إمدادها نحو سرغايا وعين حور من بلودان شرقاً، بينما التقت القوات عند مرتفع كفرعامر، بعد عبور القوات السورية وعناصر المقاومة من تل السنديان في قرية معدر، غرباً. المسلحون الهاربون بمعظمهم من المعارك السابقة في القصير والقلمون، بدوا بمظهر الخاسرين لأهم معاقلهم الاستراتيجية باتجاه العاصمة السورية، بسبب الامتداد الجغرافي لمدينة الزبداني من جهة الجنوب السوري مع منطقة دير العشاير وريف القنيطرة، والتهديد المستمر من قبل المسلحين بقطع طريق دمشق وخنق العاصمة السورية، باعتبار المنطقة متصلة مع مدينة قطنا والمعضمية، ومن الشمال والغرب باتصالها بمدينة التل. وكان الجيش السوري وعناصر المقاومة قد نفّذوا عملية واسعة على مدينة الزبداني، منذ اليوم الأول للهجوم، عبر محاور عدة، أبرزها المحور الغربي من قلعتي التل والكوكو، إضافة إلى المحور الشرقي من دوار الشلاح وبلودان.
وفي الغوطة الشرقية، أصدرت «القيادة الموحدة» للفصائل المسلحة بياناً أعلنت فيه بدء «أيام بدر» بهدف السيطرة على نقاط استراتيجية عدة في حي جوبر، شمال شرق العاصمة السورية، «تيمناً بانتصارات السلف الصالح في شهر رمضان المبارك»، حسب ما جاء في البيان. وترافق البيان مع قذائف متواصلة يطلقها المسلحون على الأحياء الآمنة في العباسيين وباب توما، دون توقف في أوقات الليل.
وفي سهل الغاب، سيطرت القوات السورية على قريتي الكريم وقبر فضة، شرقي مراكز الجيش السوري في شطحة ومرداش، ضمن سهل الغاب، في ريف حماه. مصدر ميداني أكد لـ«الأخبار» أن القوات السورية سيطرت على القريتين الواقعتين غربي جبل الزاوية، وتبعدان ما يقارب 20 كلم عن قرية الزيارة جنوباًَ. وبحسب المصدر، فإن القوات السورية دخلت أيضاً قرى الأشرافية والتمانعة والرملة، في ريف حماه الغربي. ولفت المصدر إلى أن العملية العسكرية مستمرة حتى السيطرة على القرى الواقعة تحت سيطرة المسلحين في المنطقة. ومن نتائج الاشتباكات العنيفة في المنطقة إصابة مسؤول «لواء المهاجرين والأنصار»، التابع لـ«حركة أحرار الشام»، محمد أبو منير الملقب بـ«الدبوس»، وذلك في محيط قرية قبر فضة.
أما في حلب، فقد تمكنت قوات الجيش السوري من أسر 7 مسلحين متمركزين ضمن مبانٍ تسللوا إليها من حي جمعية الزهراء، إلى الشمال الغربي من المدينة، فيما تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوري والمسلحين في محيط مركز البحوث العلمية، عبر ثلاثة محاور حول المركز، وسط محاولات تقدم للجيش، حسب مصادر ميدانية. إلى ذلك، تواصلت الاشتباكات في ريف درعا الغربي بين «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» من جهة و«لواء شهداء اليرموك»، الموالي لتنظيم «داعش»، من جهة أُخرى، وذلك قرب حاجز العلان وعلى أطراف بلدتي عين ذكر والقصير في منطقة حوض اليرموك.
يأتي ذلك بعد إعلان «لواء شهداء اليرموك» في بيان له، أن كل «منطقة يخرج منها القصف على مناطق نفوذه في ريف درعا الغربي ستعد منطقة عسكرية وهدفاً مشروعاً له»، مؤكداً «أن بلدتي نافعة وعين ذكر هما تحت سيطرته بشكل كامل».
في سياق آخر، نعت حسابات مؤيدة لـ«النصرة» قتلاها في المعارك الدائرة في حوض اليرموك، وبلغ عددهم 15 عنصراً، أبرزهم القيادي في «الجبهة» المدعو «أبو صالح الجزراوي»، سعودي الجنسية.