ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية، أمس، أن إيران خطت «خطوة أخرى ومقلقة في تثبيت الوجود في سوريا وفي الاقتراب من حدود إسرائيل». وكتب معلق الشؤون الأمنية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أليكس فيشمان، أن إيران استأجرت من الحكومة السورية مطاراً عسكرياً في وسط سوريا لتضع فيه طائرات مقاتلة، كما أنها «تجري مفاوضات مع السوريين لإقامة قاعدة برية يرابط فيها مقاتلون شيعة».
وبحسب الكاتب، فإن الحديث يدور حول قاعدة تتمتع بحكم ذاتي إيراني في وسط سوريا وسيكون فيها نحو 5 آلاف «من رجال الميليشيات المرتزقة من أفغانستان وباكستان ممن سيكونون هناك بشكل دائم تحت قيادة الحرس الثوري». وبالإضافة إلى كل ذلك، فإن إيران تجري مفاوضات أيضاً لإقامة مرسى خاص بها في ميناء طرطوس شمال سوريا.
ورأى أن هذه الخطوات تهدف إلى تثبيت الحضور الإيراني في سوريا إلى أمد بعيد وإلى تشكيل تهديد ضد إسرائيل. كما أنها «تجري كجزء من خطة للضم الإيراني الزاحف باتجاه السيطرة على مناطق في الشرق الأوسط وخلق تواصل إقليميي بري وبحري من إيران إلى لبنان والسودان ودول الخليج، وكذلك في مسار إضافي عبر العراق حتى حدود إسرائيل». ونقل الكاتب عن مصادر غربية قولها إن هذه الخطوات الإيرانية تذكر بخطوة مشابهة نفذها الروس عام 2015: استئجار مطار حميميم في سوريا، ومرابطة قوة جوية فيه، والإعلان عنه منطقة حكم ذاتي روسي.
وكان وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قد حذّر في مقابلة مع صحيفة «كومرسنت» الروسية، أول من أمس، من الوجود الإيراني في سوريا. وقال إن «إقامة القواعد الجوية والبحرية ومحاولة تثبيت 5 آلاف شيعي على الأراضي السورية بشكل دائم ليست مقبولة من جهتنا وستؤدي إلى نتائج خطيرة». وأضاف «إيران تجعل سوريا، وليس فقط جنوب غرب الدولة، قاعدة متقدمة ضد إسرائيل. لن نسلم بذلك. نحن نصر على ألا يبقى أي وجود إيراني على الأراضي السورية، ونحن نصر على هذا الشرط في كل تسوية». وأشار إلى أن «حزب الله يحاول بدوره إقامة قاعدة متقدمة له في سوريا لتهديد إسرائيل»، كاشفاً عن لقاء سيجمع مندوبين إسرائيليين بآخرين أميركيين وروس في فيينا قريباً للاطلاع منهم على اتفاقات وقف النار في سوريا التي أقرت بين واشنطن وموسكو. وقال «إذا أرضتنا التفاصيل، فإننا سنرحب جداً بالمبادرة لتهدئة الوضع».
ورداً على سؤال حول اعتراف موسكو بشرعية الرئيس السوري، بشار الأسد، قال وزير الحرب الإسرائيلي «نحن لا نتدخل في شؤون سوريا الداخلية، باستثناء حالات يكون فيها انتهاك للسيادة الإسرائيلية من داخل الأراضي السورية. نحن نرد حين تسقط قذائف من الجيش السوري في أراضينا. ونرد بالقوة أيضاً عندما نلاحظ إقامة قاعدة متقدمة تستهدف فتح جبهة أخرى ضدنا».
وفي السياق، رأى محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «معاريف»، ألون بن ديفيد، أن القيادة الإسرائيلية «لا تعرف حتى الآن أي نوع من البشرى جاء بها اتفاق ترامب ــ بوتين في جنوب سوريا. ونفى الكاتب أن تكون إسرائيل طرفاً في الاتفاق، خلافاً لما نشر، مشيراً إلى أن الأردن اضطر إلى قبوله كصفقة ناجزة. وكشف عن أن الروس لم يتعهدوا باحترام «مجال الفصل السني للثوار» الذي أوجدته إسرائيل في الجانب السوري من الحدود مع الجولان ويطلقون عليه في الجيش الإسرائيلي «أبناء المكان»، لافتاً إلى أن من شأن الوجود الروسي في الجانب الآخر من الحدود تقييد الردود الإسرائيلية عند حصول انزلاقات نارية إلى ما وراء الحدود، «ناهيك عن أننا تعلمنا في العامين الأخيرين أنه حيثما يوجد روس، يوجد أيضاً إيرانيون وحزب الله. فهم يقاتلون كتفاً إلى كتف في هذه الحرب ضد قوات مختلطة، ونحن كفيلون بأن نرى قريباً أيضاً الإيرانيين يثبّتون أنفسهم في المنطقة التي بين القنيطرة والجولان وبين درعا في حوران».
وحذّر الكاتب من أن مسارعة الأميركيين إلى الانصراف من الصحراء السورية بعد هزيمة «داعش»، ستمكن إيران من «استكمال التواصل الإقليمي من الخليج الفارسي عبر العراق، فسوريا، وصولاً إلى البحر المتوسط في لبنان».