«يزوروننا لأول مرةٍ في بلادنا... إسرائيل، هؤلاء الذين خرجوا من رماد الفاجعة التي حلّت ببلدهم سوريا. الآتون من بلاد اتشحت بالسواد سيحدثوننا عن الموت الرهيب في ظل الحرب، عن معارضتهم لنظام الأسد وثورتهم السامية عليه، سيحدثوننا عن صمت العالم الدولي إزاء قضيتهم وعن إسرائيل في عيونهم أيضاً».
هكذا يعرّف معهد «ترومان» الإسرائيلي التابع للجامعة العبرية في القدس المحتلة، ضيوفه من «المعارضة السورية» الذين سيصلون إلى إسرائيل في 17 كانون الثاني من العام المقبل.
ففي منشور عمّمه المعهد على صفحته في «فايسبوك»، دعا الراغبين من الطلبة والأكاديميين الإسرائيليين وغيرهم إلى حضور مؤتمر هو الأول من نوعه.
سيتحدّث الممثلون عن «المعارضة السورية» إلى الجمهور الإسرائيلي باللغة الإنجليزية عن «الموت في ظل الحرب والدمار، والتغرّب عن بلد الأم اضطرارياً، كذلك عن صمت العالم والمجتمع الدولي إزاء المجازر التي ارتكبها النظام السوري وجيشه بحق شعبه»، كما كُتب في نص الدعوة، التي استخدمت فيها صور أم وطفلين وبجانبها صورة أخرى من دمار الحرب، وصورة مقاتل.
واللافت في الدعوة أن برنامج المؤتمر سيستضيف أيضاً مقاتلين من «المعارضة السورية»، إذ سيتحدثون من سوريا مباشرة إلى الحاضرين من خلال تقنية الاتصال بالفيديو.
تحت الدعوة المنشورة على «فايسبوك»، علّق إسرائيليون يرغبون في الحضور، بسؤال عما يعنيه منظمو المؤتمر بمصطلح «المعارضة السورية»؟ مضيفين أن «المصطلح فضفاض وبذلك قد يتضمن جبهة النصرة». لكن مدير الصفحة لم يجب عن أسئلتهم وبقيت أسماء الضيوف السوريين قيد الكتمان، من دون توضيح إن كانت اسماؤهم ستنشر قبيل يوم المؤتمر، أو فقط خلال انعقاده.
وشدد مدير الصفحة الذي تكفل بالإجابة عن أسئلة المعلقين على أن الدعوة مفتوحة لكل الراغبين، لكن يجب عليهم تسجيل أسمائهم من خلال الموقع الإلكتروني للمعهد، حيث لا يضمن الأخير مقاعد إلا لمن يصل أولاً.
ويجدر التذكير بأن عصام زيتون ممثل المعارضة السورية، زار تل أبيب أخيراً، وشارك في مؤتمر «هرتسليا» الذي يُعَدّ أهم مؤتمر أمني استراتيجي يعقده كيان الاحتلال سنوياً منذ عام 2000.
وعلى صعيد معهد «ترومان»، لن يكون ممثلو «المعارضة» أول الضيوف العرب هناك، فقد سبقهم المصري مايكل نبيل الذي عُرف عنه أنه «بطل من ميدان التحرير»، عندما وصل الأخير من«أم الدنيا»، حُراً بُعيد سجنه إبان ثورة 25 يناير. فحاضر «المعروف بعدائيته للعسكرة والظلم»، الجمهور الإسرائيلي في «التغيرات السياسية في مصر وعلاقتها بإسرائيل».
ولم يخجل حينها صاحب نظرية «جمال عبد الناصر معادٍ للسامية والقومية العربية مجرد أسطورة»، من إعلان موقفه الصريح الداعي للسلام مع «الجارة» إسرائيل. بعد محاضرته تلك، التي حاول طلبة فلسطينيون في الجامعة إفشالها تعبيراً عن رفض تطبيعه المعلن وعدائه للقضية الفلسطينية، لم يخجل «الثائر» أيضاً من زيارة قبر الرئيس الأسبق إسحق رابين.