رغم أن الحركة الدبلوماسية المواكبة للأزمة اليمنية تبدو مستمدة من مسار مؤتمر جنيف، يتمسك «فريق الرياض» بوضعية «ما قبل جنيف»، أي بتنفيذ قرار مجلس الأمن الداعي إلى انسحاب الجيش و«اللجان الشعبية»، شرطاً أساسياً للتوصّل إلى أي حلّ، في وقتٍ تتحدى فيه حركة «أنصار الله» المماطلة الدولية، مذكرةً بامتلاكها زمام المبادرة في الداخل اليمني، ميدانياً وسياسياً. وفي محاولةٍ قد تهدف إلى الضغط على الدول المعنية بالعدوان والداعمة لها، ووفقاً لإعلانها قبل يومين، تتجه الحركة إلى تأليف حكومة جديدة مع حلفائها من الذين شكّلوا وفد صنعاء إلى محادثات جنيف.
وعلمت «الأخبار» في هذا المجال، أنّ من المقرر أن يُعقد في صنعاء بعد يومين مؤتمرٌ يحضره 600 شخصية من القوى السياسية ومن زعماء قبائل ونقابات وجمعيات مجتمع مدني. على أن ينبثق من المؤتمر انتخاب «مجلس أعلى» من 61 عضواً، ينتخب هيئة تنفيذية، من مهماتها تشكيل حكومة «شراكة وطنية» للمرحلة الانتقالية، تُعنى بإدارة شؤون البلد والتمثيل الخارجي، على أن يكون قوام الهيئة التنفيذية 11 شخصاً.
وعلى خط المشاورات المستمرة، وصل المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ إلى الرياض، يوم أمس، للقاء الرئيس الفارّ عبد ربه منصور هادي ومسؤولين في فريقه، وذلك للتشاور من أجل استئناف الحوار بين أطراف النزاع.
وفي السياق نفسه، بدأ وفدٌ من فريق هادي يوم أمس، زيارة رسمية للولايات المتحدة لأيام عدة. ومن المقرر أن تصل وفود أخرى إلى 5 دول، (أميركا، بريطانيا، بلجيكا، ألمانيا، وروسيا) «لبحث مساعدتها في تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216»، بحسب وزير الخارجية بالوكالة رياض ياسين.
من جهته، وفي تجديد للنبرة المذهبية التي كان يتبناها قبيل اندلاع العدوان، حذر هادي أمس، من «المؤامرات التي تسعى إلى إعادة اليمن الواحد إلى عهود الظلام الإمامية والتشطير البغيض»، داعياً من وصفها بـ«القيادات العسكرية المغرّر بها» إلى العودة إلى جادة الصواب والوقوف إلى جانب الوطن. وفي اجتماع في الرياض «لمناقشة الأوضاع العسكرية والميدانية في اليمن»، أكد هادي أن «الشعب اليمني ومؤسساته الوطنية الكبرى سيحبطون أية مؤامرات ولن يقبلوا بالعودة إلى الماضي مهما كان الأمر».
وفيما يصعّد الجيش و«اللجان الشعبية» من عملياتهما الحدودية ضد مواقع عسكرية سعودية، سجّل يوم أمس، اقتحام يمني لموقع عسكري في ظهران الجنوب في السعودية. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية مقتل وإصابة أكثر من 10 جنود سعوديين باستهداف مواقع على الحدود. وكانت قناة «المسيرة» التابعة لـ«أنصار الله» قد أعلنت ليل أول من أمس، قصف 3 مواقع عسكرية في منطقة نجران، وموقع آخر في جيزان، وذلك بواسطة صواريخ غراد.
على المستوى الميداني الداخلي، تمكن الجيش و«اللجان الشعبية» من السيطرة على عدد من المواقع العسكرية المجاورة لمقر قيادة المنطقة العسكرية الثالثة في محافظة مأرب، وطرد عناصر من تنظيم «القاعدة» ومن مسلحي حزب «الإصلاح» الذين لاذوا بالفرار، مخلفين وراءهم عدداً من القتلى والجرحى.
وواصل طيران العدوان غاراته الجوية على المدن اليمنية، واستهدف يوم أمس، منطقة صرواح في مأرب ومنطقة رازح في صعدة ودار سعد وخور مكسر وجبل حديد في عدن، بالإضافة إلى محافظة المحويت بالقرب من صنعاء، ما أدى إلى استشهاد 15 يمنياً.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول، رويترز)