على الرغم من الأزمة المستمرة بين الرياض وحلفائها من جهة، والدوحة من جهة أخرى، يبدو أنّ حركة «حماس» تعمل على خطٍّ موازٍ باتجاه عقد مصالحة مع القاهرة وتحسين العلاقة مع السلطات المصرية. هذا على الأقل ما أوحت به تصريحات عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» خليل الحية، حين أكد أن وفوداً متعددة من الحركة التقت بمسؤولين في جهاز المخابرات المصرية خمس مرات خلال 15 شهراً، ظهر خلالها «تجاوب عالي المستوى من مصر لإمكانية تخفيف أزمات قطاع غزة»، بحسب الحية الذي قال إن علاقة الحركة مع القاهرة «ذاهبة نحو التطور والاستقرار».
وذكر خلال لقاء مع صحافيين، نظّمه منتدى الإعلاميين في مدينة غزة، أن الزيارة الأخيرة كانت استكمالاً لتفاهمات سابقة بين الجانبين، وكانت «الأفضل بين اللقاءات». وأبرز الملفات في تلك اللقاءات، وفق الحية، كان وضع القضية الفلسطينية والحصار المفروض على غزة إلى جانب ملف الحدود بين غزة ومصر.
وبشأن حدود مصر مع غزة، قال الحية إن حماية الحدود «مصلحة مشتركة»، مؤكداً السعي إلى «ألا يصل لمصر من غزة وشعبنا أيّ سوء، وإن شاء الله ننجح في ذلك». وأضاف أن هناك إجراءات بحاجة إلى استكمال من الجهات الرسمية المصرية بشأن التفاهمات مع وفد «حماس»، مؤكداً «وجود استعداد مصري واضح بشأن معبر رفح».

«حماس»: خروج بعض القيادات من قطر جاء كنتيجة لانتخابات الحركة
وأشار الحية إلى صعوبة فتح معبر رفح حالياً «بسبب عمليات التطوير الجارية في الجانب المصري من المعبر». لكنه قال إن «من المتوقع، قبل عيد الأضحى، أن يكون المعبر جاهزاً للذهاب والإياب، ونأمل أن يكون المعبر التجاري قد تم تجهيزه وفتحه».
وأكد الحية أن أحد وفود «حماس» اجتمع بفريق القيادي المفصول من حركة «فتح» محمد دحلان، مشيراً إلى أنه «ليس اللقاء الأول بين الجانبين، وسبقته لقاءات عدة على مدار الأعوام الستة الماضية». وفي هذا السياق، لفت إلى أن «حماس» تريد العمل مع كل مكوّنات الشعب الفلسطيني بما يخدم «قضيتنا الوطنية».
وأوضح أن اللقاء مع فريق دحلان تمحور حول إجراءات التخفيف من معاناة غزة، إضافة إلى سبل تحقيق المصالحة المجتمعية بين أهالي ضحايا أحداث الانقسام عام 2007، قائلًا: «نحن الآن نطرق الباب لحل هذا الملف ونحتاج إلى المال». وذكر الحية أن الرئيس محمود عباس «كان يعطّل المصالحة المجتمعية برغم... (الاتفاق) على إنهاء هذا الملف». وفي ما يخصّ قضية الشبان الأربعة المختطفين في مصر، أوضح الحية أن حركته طرحت قضيتهم خلال لقاء وفدها بالمخابرات المصرية، مشيراً إلى أن السلطات أبلغتهم عدم علمها بهم، وأنهم سيسعون للحصول على أي معلومات بخصوصهم.
أما بشأن إمكانية اندلاع مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، فقد قال عضو المكتب السياسي إن حركته «ليست من هواة التصعيد مع الاحتلال؛ ولكن من يحاصر شعبنا سيدرك أن ذلك سيحدث انفجاراً وسيدفع العدو ثمنه».
في سياق آخر، قال الحية إن خروج بعض قيادات حماس من قطر جاء «في إطار الانتشار وفقاً لنتائج الانتخابات الداخلية وإعادة توزيع الملفات في جميع الساحات»، مؤكداً أن «مقر القيادة المركزية لحركة حماس في غزة، وأن رئيسها إسماعيل هنية لن يغيّر مكان إقامته، ولن يغادر غزة إلا للزيارات الخارجية».
(الأخبار)