سيناء | بلهجة حادة انتفض مشايخ ورموز قبائل شمال سيناء في وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقياداته الأمنية، معلنين رفضهم تناولهم طعام الإفطار الذي دعاهم إليه، أول من أمس إلا بعد أن يقطع السيسي وعدا حاسما بالتوقف عن المضي في المرحلة الثالثة من المنطقة العازلة التي جرفت نحو كيلومتر (بالعرض) من مدينة رفح المصرية، إحدى مدن شمال سيناء.على ما يبدو، ووفق ما نقل بعض الرمزو القبلية، فإنه تحقق لهم ما أرادوا، وخاصة بعد اجتماعهم مع قيادات أمنية وسياسية رفيعة من رئاسة الجمهورية، وأيضا السيسي شخصيا، الذي تحدث خلال «إفطار الأسرة المصرية» في فندق الماسة في مدينة نصر، بصوت خفيض ولين، مركزا على قراره بشان المنطقة العازلة، إذ قال: «ماكنش عندي خيار تاني».

وأضاف السيسي بوجود 40 من شيوخ قبائل شمال سيناء: «أهالي سينا قالولي كفاية الكيلو (كيلو متر) اللي حصل، واللي بنعمله في سيناء مش رشوة، ورفح الجديدة مش رشوه، بس المقاولين اللي عندكم سابوا الشغل ومشيوا بسبب التهديدات». وتابع قائلا: «إحنا مهتمين بالمحافظات الحدودية أكتر من الأول، بس العريش ورفح أكتر من كل المحافظات الحدودية».
في المقابل، قال شيخ قبيلة السواركة في شمال سيناء الشيخ عارف العكور (أبو عكر)، إنهم طالبوا الرئيس بسرعة النظر في الأحوال المتردية لأهالي الشيخ زويد ورفح الذين يعانون نقصا شديدا في الخدمات والمعيشة. شاركه في ذلك شيخ قبيلة الارميلات عيسى الخرافين، الذي طالب بتعويضات مناسبة جراء إغلاق 500 محل تجاري فى الشيخ زويد، بالإضافة إلى سرعة توصيل المرافق والخدمات، كما أكد انه جرى الاتفاق على وقف توسيع المنطقة العازلة اتجاه 500 متر جديدة أعلن عنها سابقا.
في هذا السياق، يشير حسن خلف وهو أحد مشايخ السوراكة، الى لقاء خاص عقده مشايخ القبائل في منطقة رفح الحدودية مع قيادات أمنية رفيعة المستوى، وجرى الاتفاق خلاله على وقف توسيع المنطقة العازلة بشرط أن يلتزم المشايخ منع ظهور أي فتحات الأنفاق في نطاق الأماكن التي تلي المرحلة الثانية من المنطقة العازلة.
وكان مشايخ الارميلات والسواركة قد أعلنوا أنه في حال الشروع بإخلاء المرحلة التالية، سيحدث صدام شديد بين قوات الجيش وأبناء القبيلتين، لكون المرحلة الثالثة ستبتلع بيوت وأراضي القبيلتين غرب مدينة رفح، كما تضمن لقاء مشايخ سيناء مع السيسي مناقشة ملف المعتقلين، وهنا أشار الرئيس إلى أن «ثمة من اعتقلوا بالخطأ... يعز علينا أن يكون شباب من سيناء داخل السجون في رمضان، ولكن سيجري تدارك ذلك وسيخرج كل من يثبت أنه غير متورط في أي حوادث عنف».
كذلك وعد الرئيس أبناء سيناء بمشاريع تنموية على ارض سيناء، قائلا: «الخير جاي قريب وهتشوفوا احنا هنعملكم ايه... احنا مهتمين اوي بسيناء وهنعمل طفرة تنموية قريبا إن شاء الله».
في سياق متصل، صدر بيان جديد عن تنظيم «ولاية سيناء» نشر على موقع «تويتر»، وفيه تحذير لشركات البناء والنقل بشأن التعاون مع رجل أعمال سيناوي من الشيخ زويد يدعى إبراهيم العرجاني، وهو رئيس مجلس إدارة «شركة مصر سيناء». وجاء في البيان: «تحذر الدولة الإسلامية في سيناء كل من يقوم بالمشاركة أو التعاقد... مع شركة أبناء سيناء المملوكة للمرتد إبراهيم العرجاني، وذلك لأنه محارب لله ورسوله والمؤمنين وعميل لليهود وهو الذي يدعم ويساند الجيش المصري المرتد بتنفيذ خطط اليهود بأرض سيناء خاصة ومصر عامة».
ميدانيا، واصل عناصر تابعون لـ«ولاية سيناء» استهداف منازل موظفي الشرطة في مديرية أمن شمال سيناء، وذلك بحرق وتدمير منازلهم الكائنة في أحياء مدينة العريش المختلفة، إذ استهدف أمس أحد منازل أمناء الشرطة بعبوة ناسفة أدت إلى تدمير أجزاء كبيرة من المنزل وأربع سيارات حوله. وهذه الواقعة هي السادسة خلال أسبوعين من بدء استهداف منازل موظفي الشرطة المملوكة والمستأجرة من مواطنين.
في قضية أخرى، أحال محافظ شمال سيناء اللواء عبد الفتاح حرحور، عددا من رؤساء الجمعيات الأهلية إلى التحقيق، لإخفاقهم في توزيع نحو 48 ألف طرد غذائي وتمويني مقدمة من القوات المسلحة للمواطنين من المستحقين بمناسبة شهر رمضان. وجاء في قرار الإحالة أن رؤساء الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني أهدرت «كراتين» المنحة المقدمة للفقراء وأخلت بقواعد توزيعها بصورة أساءت للمؤسسة العسكرية ومحافظة شمال سيناء، وذلك بتوزيع المساعدات على غير مستحقيها وتعرض آلاف الكراتين للاختفاء دون إثبات وجهتها.