في تظاهرة وصفها المنظّمون بـ«الأضخم منذ عام 2007»، احتشد آلاف الجنوبيين أمس في مدينة عدن، إحياء للذكرى الـ23 لإعلان «فك الإرتباط» عن «الجمهورية العربية اليمنية»، وتأييداً لـ«المجلس الإنتقالي الجنوبي».
امتلأت ساحة العروض، أكبر ميادين عدن، بأبناء المحافظات الجنوبية، الذين رفعوا أعلام «جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية» (سابقاً)، وهي الدولة التي كانت كياناً مستقلاً إلى ما قبل تحقيق الوحدة عام 1990، وشعارات معارضة للقرارات الأخيرة للرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي، وداعمة لمحافظ عدن المُقال ورئيس «المجلس الإنتقالي الجنوبي» عيدروس الزبيدي.
وفي بيان صدر في ختام الفعالية، التي تخللت عرضاً عسكرياً لوحدات «المقاومة الجنوبية»، شدّد المجلس على أنه «استمد شرعيته من إرادة شعبية جمعية احتشد لها شعب الجنوب»، نافياً أن يكون تشكيله «ردّة فعل تستهدف شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي». وبايع المجلس تحالف العدوان السعودي، مؤكداً أن «الجنوب جزء لا يتجزأ من التحالف، وشريك معه في الوجود والمصير والتصدي لكل المخاطر المحدقة بالمنطقة وفي مقدمتها المشروع الإيراني العدواني التوسعي وأدواته المحلية». كما أثنى على دور الإمارات في «تهيئة المنظومة الأمنية والعسكرية لمكافحة الارهاب وتثبيت الأمن والاستقرار في محافظات الجنوب كافة».
بدوره، اعتبر الزبيدي في كلمة ألقاها مباشرة من العاصمة الإماراتية أبوظبي، أن المجلس بات بمثابة «طليعة قيادية معبرة عن هدف شعب الجنوب باستعادة دولته»، مشيداً بدور «الجيش الإماراتي الذي سطر أروع ملاحم البطولات لتحرير عدن ولحج وأبين وبقية المحافظات من الميليشيات الحوثية»، والدور السعودي في «قيادة التحالف لإيقاف التمدد الإيراني التوسعي». في المقابل، خاطب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الـ27 لإعلان الوحدة بين الشطرين الشمالي والجنوبي، الحراك الجنوبي قائلاً: «إذا كان القرار في أيديكم يا حراكيين تعالوا نتفاهم لإيقاف الحرب، ونتحاور لتصحيح مسار الوحدة أو إجراء استفتاء شعبي، اليمني، وإذا قرّر الشعب الانفصال ننزل عند استفتاء الشعب». كما أكّد صالح أن «التدخل الإيراني كذب»، مشيراً إلى أن التواجد الوحيد هو «لقوى التحالف الدولي ضد اليمن» التي اتهمها بـ«تقسيم البلاد وغزوها»، ومن ضمنها القوات السودانية التي «تحتل بلحاف ومطار وميناء المكلا».
وتأتي التظاهرة في عدن بعد يوم من تظاهرة حاشدة في صنعاء رفضاً لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية. وفي كلمة ألقاها خلال التظاهرة، خاطب رئيس «اللجنة الثورية العليا» محمد علي الحوثي، حكام العرب والمسلمين، متسائلاً: «ماذا قدمتم لأمتكم؟ ماذا تصنعون يا زعماء العرب؟ لقد أثبتم أنكم حزم وعزم من أجل أميركا ومصالح أميركا، أمّا في مصالح أمتكم وشعوبكم فأنتم بقر تحلبون ليل نهار من أجل الإرادة الترامبية».
ميدانياً، كشفت حركة «أنصار الله» عن منظومة دفاع جوي جديدة، قالت إنه تمت تجربتها بنجاح على طائرة حربية نوع «إف 15» تابعة لتحالف العدوان. وأكّد بيان صادر عن وحدة الدفاع الجوي التابع للحركة أن «منظومة الدفاع الجوية الجديدة أصابت الهدف بدقة عالية»، وذلك بعد ساعات من إطلاق «أنصار الله» صاروخا باليسيتيا نحو الأراضي السعودية، إدّعت قيادة «التحالف» أنها إعترضته. وردّاً على الباليستي، اعتبر وزير الخارجية في حكومة هادي عبد الملك المخلافي، إن إطلاق «أنصار الله» للصاروخ يوم وصول ترامب «مؤشر واضح إلى أنها لا تسعى للسلام ولا تؤمن به»، زاعماً أن «الحوثيين يحاصرون المدن اليمنية ويعتدون على السعودية، ويهددون الملاحة الدولية في باب المندب وجنوب البحر الأحمر».
في غضون ذلك، وفي وقت تواصل السعودية حصارها الجوي والبحري والبري على اليمن، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» أن عدد الحالات المشتبه بإصابتها بوباء الكوليرا تخطت 23500 حالة، حتى يوم الـ19 من الشهر الجاري، مشيرة إلى أن «الكوليرا يتزايد بسرعة كبيرة في أنحاء اليمن، وتم تشخيصه بالفعل في 18 محافظة من أصل 22 محافظة يمنية».
(الأخبار)