القاهرة | تعقدت المفاوضات بين الفرقاء الليبيين مجدداً، إذ إنه بخلاف ما كان متفقاً عليه خلال لقاء المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق فائز السراج في أبو ظبي قبل أسبوعين، تأجل إعلان نتائج الصلح وخريطة طريق تجمع بين اتفاق الصخيرات واتفاق القاهرة برعاية الجيش المصري.
وارتبط تأجيل هذا الإعلان بعدم الاتفاق على بعض النقاط، ومن بينها الرغبة غير المعلنة لحفتر في الترشح للرئاسة الليبية في أول انتخابات سيتم إجراؤها وفق الاتفاقات الجديدة، وهو الموقف الذي يجد معارضة واضحة من السراج في مواجهة رغبة مصرية بتأجيل هذه النقطة الخلافية حتى إشعار آخر.
وتسببت الخلافات، بالرغم من لقاء حفتر والسراج في أبو ظبي قبل أسبوعين، بتأجيل اللقاء الذي كان يفترض أن يتم بحضور رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، فيما اكتفى الرئيس عبد الفتاح السيسي بلقاء منفرد مع حفتر في قصر الاتحادية في القاهرة، في خطوة تهدف إلى تعزيز موقفه في الداخل الليبي، علماً بأن دعوة مماثلة وُجهت إلى السراج لزيارة القاهرة مع إمكانية الترتيب للقاء المشترك في أقرب فرصة بحسب المواقف التي يتخذها الطرفان.
ولا تزال القاهرة تدافع عن وجهة نظر حفتر بأحقية أي شخص في الترشح للانتخابات الرئاسية من دون قيود أو شروط مع استقالته من أي منصب، بجانب ضرورة أن يكون السلاح في يد الجيش الليبي المسؤول عنه حفتر، مع ضمانات بعدم إقصائه عن منصبه وقبول استقالته إذا ما اتخذ هو القرار بذلك من دون ضغوط. وقد أبدى السراج موافقة على طلب السلاح ليكون تحت يد حفتر وليس مع أي ميليشيات أخرى، شريطة ضمانات أخرى لم تكشف مصر تفاصيلها.
وبرغم تعقد الموقف، أجرى رئيس أركان الجيش المصري محمود حجازي، اتصالات مكثفة مع حفتر والسراج وصالح خلال الساعات الماضية. وركزت الاتصالات على ضرورة أن يكون هناك حل للأزمة لدعم ليبيا بشكل كامل، فيما أبدت مصر رغبتها بتقليص جهود الوساطة لتكون مصرية ـــ عربية خالصة من دون تدخل من الأمم المتحدة أو أي جهة أخرى، حتى لا يزيد تعقيد الأمور.
ولم تتلقَّ القاهرة حتى مساء أمس أي تأكيدات بإمكانية عقد اللقاء الثلاثي قريباً والتوافق على خريطة طريق جديدة بدعم من القبائل الليبية التي أجرت مباحثات في القاهرة بداية العام الجاري، علماً بأن هناك توجهاً لتعديل مواعيد خريطة الطريق ولعب دور أكبر للجامعة العربية في هذا الشأن.
وبحسب مصادر مصرية لـ«الأخبار»، فإن السراج أبلغ القيادة المصرية «استحالة» إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قبل شهر شباط من العام المقبل بسبب ضيق الوقت وصعوبة تأمين جميع المدن داخل ليبيا، مؤكداً أن الانتخابات ستكون محسومة مسبقاً إذا جرت قبل هذا الموعد، في إشارة إلى توقعه فوز المشير حفتر.