اجتاز رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، «نقطة اللاعودة»، وأعرب عن استعداده، بصورة غير مسبوقة، للتوقيع على «اتفاق سلام» مع إسرائيل. هذا ما نقلته صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس، عن مصادر واسعة الاطلاع على مساعي استئناف المفاوضات، بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
تضيف المصادر، أن «أبو مازن» أوضح للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال لقائه في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، أنه جاهز للتوقيع على اتفاق برعاية الإدارة الأميركية بلا إبطاء. ووفق المصادر نفسها، ينوي ترامب سحب تعهد من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال زيارته لإسرائيل بعد أيام، وأن يدفعه إلى الإعراب بدوره عن الاستعداد للتوصل إلى «اتفاق سلام».
في المقابل، تؤكد الصحيفة أن نتنياهو والمقربين منه، يلتزمون الصمت ويبتعدون عن الالتزام العلني بمسار التسوية والمفاوضات. كما أنه «يبدو أن الاستراتيجية المتبعة لدى نتنياهو هي الانتظار والأمل بإبعاد إلقاء اللوم عليه، في حال فشل محادثات السلام، التي ينوي ترامب استئنافها مع وصوله إلى إسرائيل، في 22 أيار الجاري».
السفير الأميركي الجديد لدى تل أبيب، ديفيد فريدمان، أكد في حديث إلى صحيفة «هآرتس»، أن ترامب يرغب في إنجاز «صفقة نهائية لعملية السلام»، وطلب في محادثات أجراها (فريدمان) مع مسؤولين ودبلوماسيين إسرائيليين، ضرورة أن تتعاون تل أبيب مع مبادرة ترامب، وتساعد في إنجاحها.
ونقلت «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن فريدمان أشار في محادثاته إلى أن ترامب يحمل معه فرصة كبيرة لإسرائيل، وهو «مهتم بمساعدتها، وبما يشمل إنجاز اتفاق سلام مع الفلسطينيين».
ورغم التزام المسؤولين الإسرائيليين الصمت، وابتعادهم عن إطلاق مواقف قد يفهم منها أنها شروط مسبقة تهدف إلى إفشال مساعي ترامب، فإن الإعلام العبري تكفل بتظهير الموقف الإسرائيلي. صحيفة «معاريف» ذكرت أمس، أن الاعتقاد السائد في تل أبيب يؤكد أن المفاوضات في حال استئنافها، ستصل إلى حائط مسدود، وقالت إنه «لا حاجة إلى عبقرية ما، لنفهم أنه لا احتمال لتحقيق اتفاق سلام دائم بين الجانبين، فالحد الأدنى الذي يمكن لأبو مازن أن يقبله بعيد عن الحد الأقصى الذي يمكن لنتنياهو أن يعطيه... وعلى ذلك، ليس بإمكان أحد أن يربع الزوايا».
وتحذر الصحيفة المسؤولين في إسرائيل من تبعات الفشل المرتقب للمحادثات. وتشير أيضاً إلى أن من المهم التحضير والاستعداد للآتي، أي لمرحلة الاتهامات المتبادلة بإفشال المفاوضات، و«هذه المرة، ليس بإمكان نتنياهو أن يحاول خداع ترامب، مثلما خدع (الرئيس الأميركي السابق باراك) أوباما ثماني سنوات، لأنه سيجد نفسه مطلياً بالزفت والريش»، في إشارة منها إلى إمكانية انتقام ترامب من نتنياهو، وتضيف: «لدى ترامب الجنون، ولا يمكننا أن نعرف» ما سيعمد إليه.