تفاعلت الاحتجاجات في البلدات الدرزية في فلسطين المحتلة ضد جيش الاحتلال، على خلفية المساعدة التي يقدمها للجماعات المسلحة في سوريا وتنظيم «القاعدة»، رغم تهديد هذه الجماعات للبلدات الدرزية في سوريا.
وإلى جانب التظاهرات في شمال فلسطين المحتلة في اليومين الماضيين، نقل سكان البلدات الدرزية في الجليل احتجاجاتهم الى الطرقات، واعترضوا سيارات الإسعاف العسكرية التي تنقل جرحى «القاعدة» من سوريا إلى المستشفيات الإسرائيلية، التي شهدت بدورها احتجاجات في باحاتها، طالب خلالها المتظاهرون بنقل «الجرحى الى أفغانستان وباكستان، حيث ينتمون».
وأشارت وسائل الإعلام العبرية، أمس، إلى أنّ «مجموعة من الشباب الدروز» اعتصموا على الشريط الشائك على الحدود مع سوريا في الجولان، وتحديداً في المكان الذي يصطلح على تسميته «معبر المصابين»، حيث يتم استقبال الجرحى من الجانب السوري لنقلهم الى المستشفيات في إسرائيل. وبحسب «قناة 24» الإسرائيلية، أغلق المحتجون المعبر بعض الوقت، وحاولوا إيقاف سيارات الإسعاف العسكرية التي تقل المصابين، والتي كانت متجهة الى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي تطور آخر، عمدت مجموعة من الشباب، تلوّح بأعلام «الطائفة الدرزية»، الى اقتحام مستشفى «زيف» في مدينة صفد شمال فلسطين المحتلة، حيث يتلقى العلاج عدد كبير من جرحى «جبهة النصرة»، ورددوا هتافات؛ منها «جبهة النصرة برا برا»، و«يا داعش برا برا» وغيرها من الشعارات، الى أن تدخّل حراس المستشفى وتمكنوا من إقناع المحتجين بالانصراف من المكان بهدوء.

شباب اعتصموا في المكان الذي يسمّى «معبر المصابين»

وذكر موقع «واللا» العبري أن سيارة إسعاف عسكرية كانت تُقل جرحى من سوريا الى مستشفى الجليل في نهاريا، هوجمت على مدخل بلدة «حرفيش» في الجليل. وورد في تقرير الموقع أن سيارة الإسعاف العسكرية غادرت المكان ولحقت بها سيارتان مدنيتان عمدتا الى قطع الطريق عليها ورشقها بالحجارة، لكن سيارة الإسعاف أكملت طريقها بعدما دهست أحد الشبان، وأصابته إصابة خطيرة، و«تقدر جهات إسرائيلية أن المهاجمين كانوا على علم مسبق بنقل جرحى من سوريا في هذه الآلية، وأن المسألة تتعلق بكمين جرى التخطيط له مسبقاً».
وتعقيباً على الأحداث، دعا الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، أبناء الطائفة الى التروي والتصرف بعقلانية ومسؤولية، مؤكداً أن الديانة والتقاليد الدرزية ترفض التعرض أو الإساءة لأي شخص، وخاصة إذا كان قيد العلاج الطبي، حتى لو كان عدوّاً. ورأى طريف أن مثل هذه التصرفات تضرّ بمصلحة أبناء الطائفة في البلاد (إسرائيل) وبمصلحة إخوانهم الدروز في سوريا.