أثار الصحافي الإسرائيلي، يوسي كلاين، أمس، عاصفة من ردود الفعل والانتقادات بعدما كتب في مقالة له أن «الوطنيين الدينيين (الصهاينة الدينيين) أشد خطراً من حزب الله».كلاين وهو كاتب عامود في صحيفة «هآرتس» العبرية، اعتبر في رد على سؤال كان موقع «واللا» الإلكتروني قد وجهه له أمس (ألا تعتقد بأن عليك الاعتذار؟)، أنه «ليس هناك سبب كي يعتذر عما قاله، كما أن صحيفة هآرتس التي يكتب فيها ليس عليها الاعتذار أيضاً». وأضاف أنه «سيكون سعيداً إذا ما أوضح له أحدهم على ماذا عليه أن يعتذر».

في المقابل، فسّر «واللا» المحسوب على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ويشتهر في الترويج لأيديولوجية الأخير وفي مدافعته عنها، إنه «عليك (على يوسي) الاعتذار لكون ما قلته لاقى انتقادات من الجميع»، وهو ما اعتبره كلاين «أمراً رائعاً، خصوصاً أن عنوان مقالته وحّد الشعب الإسرائيلي كله».
وقال كلاين إنه قصد في عنوانه أن «الصهاينة الدنيين أشد خطراً من حزب الله»، كونهم «يدمجون بين السياسة والدين، ولذلك كل حركة سياسية أو حزب سياسي يفعل ذلك فهو يشكل خطراً». وأضاف أنه «سعيد للغاية لكون يائير لابيد، وإيليت شاكيد وجدا أخيراً نقطة يتفقان عليها»، في إشارة إلى وزيرين يمثل أحدهما «اليسار الإسرائيلي» والثاني اليمين المتطرف والأيديولوجية الصهيونية الدينية، ويختلفان في أمور شتى.
من جهته، اعتبر وزير الأمن الإسرائيلي وزعيم حزب «يسرائيل بيتينو»، أفغدور ليبرمان، أن «كلاين تجاوز كل الخطوط الحمر»، واصفاً إياه بأنه «صحافي فاشل وهامشي وقليل الفهم». ودعا ليبرمان عبر صفحته الشخصية على «فايسبوك» كل إسرائيلي إلى «مقاطعة صحيفة هآرتس وعدم شرائها، وكذلك عدم الاطلاع عليها، فهي تعطي لكتاب كارهين لإسرائيل فرصة الكتابة في أعمدتها».
أما نتنياهو فقد اعتبر أن مقالة كلاين «مخجلة»، مضيفاً في منشور على صفحته الخاصة على «فايسبوك» أن «الصهاينة الدينيين هم ملح الأرض، أبناؤهم وبناتهم يخدمون في الجيش الإسرائيلي والخدمة الوطنية، لصالح إسرائيل وأمنها... على هآرتس أن تعتذر». في المقابل اعتبر زعيم حزب «يش عتيد» (هناك مستقبل)، يائير لابيد، أن مقالة كلاين «معادية للسامية».
وكان كلاين قد كتب أن «(الوطنيين) الصهاينة الدينيين خطيرون. خطيرون أكثر من حزب الله... ينجبون بأعداد كبيرة... ماذا يريدون؟ يريدون السيطرة على الدولة وتنظيفها من العرب؟ إذا ما سألتموهم سينكرون، فهم يعرفون أن الوقت ما زال مبكراً ليكشفوا حقيقتهم... لكن لا تصدقوهم فوطنيتهم الدينية متطرفة، وحسيدية (نسبة إلى حسيدية غور وهي طائفة يهودية متشددة ومتزمتة جداً، وعددها حوالى مليون نسمة من مجمل الإسرائيليين)». وأضاف أنهم «يتغلغلون في جهاز التربية والتعليم، يقوون في الجيش، ويؤثرون في قرارات المحكمة العليا. هم في طريقهم إلينا، لحظات ويخلعون الباب».