في أول مقابلة للرئيس السوري بشار الأسد، عقب العدوان الأميركي الأخيرة الذي استهدف قاعدة الشعيرات الجوية، شدد على أن بلاده لا تملك أسلحة كيميائية منذ نزع ترسانتها، لافتاً إلى أن القصف الأميركي لم يؤثّر في عمليات الجيش ضد المجموعات الإرهابية.
وأكد في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» أنه «لم يصدر أي أمر بشن أي هجوم (في خان شيخون)؛ كما أننا لا نمتلك أي أسلحة كيميائية... وحتى لو كان لدينا مثل تلك الأسلحة، فما كنّا لنستخدمها». وشدد على أن المعلومات الوحيدة التي انتشرت حول الحادثة «هي ما نشره فرع القاعدة (جبهة النصرة)... الذي يسيطر على البلدة»، مضيفاً أنه لم يجر أي تحقيق حتى الآن لمعرفة حقيقة ما جرى. وحول رؤية دمشق، قال إن «انطباعنا هو أن الغرب والولايات المتحدة بشكل رئيسي، قاموا بفبركة القصة كي يكون لديهم ذريعة لشن هجومهم».

لا يمكن الحديث
عن «شراكة» مع الأميركي في ضوء دعمه للإرهاب

وحول العدوان الأميركي وتأثيره في أي «تعاون مفترض» ضد الإرهاب، أوضح أن الواقع «أثبت أنهم (الأميركيين) متواطئون مع الإرهابيين...ولا تستطيع التحدث عن شراكة بيننا». وحول إذا ما تغير رأيه من الرئيس دونالد ترامب، قال إن «هذا الهجوم هو الدليل الأول على أن الأمر لا يتعلق برئيس الولايات المتحدة، بل بالنظام وبالدولة العميقة، الذي ما زال هو نفسه ولا يتغيّر»، معتبراً أن «الرئيس هو أحد المؤدين على المسرح الأميركي... وإذا أراد أن يكون قائداً سيترتب عليه لاحقاً أن يأكل كلماته ويبتلع كبرياءه، هذا إذا كان لديه أي كبرياء على الإطلاق».
وحول تحذير الجانب الروسي قبل العدوان، قال إن الروس «لم يحذرونا لأنه لم يتح لهم الوقت لتحذيرنا، لأن الأميركيين أخبروهم ربما قبل الهجوم ببضع دقائق، أو كما يقول البعض بعد الهجوم»، مضيفاً أنه «كان لدينا مؤشرات على أن شيئاً سيحدث، فاتخذنا العديد من الإجراءات». وأشار إلى أن العدوان لم يؤثر في فاعلية الجيش «والدليل أننا منذ الضربة، لم نتوقف عن مهاجمة الإرهابيين».
وأوضح أنّ من الممكن أن يحدث هناك هجوم آخر، ليس فقط في سوريا «ما دامت الولايات المتحدة محكومة من قبل مجمّع الصناعات العسكرية والمؤسسات المالية». وأشار إلى أنه «عند الحديث عن الرد، فنحن نتحدث عن صواريخ تُطلق على بعد مئات الأميال، وهو ما لا نستطيع الوصول إليه»، مضيفاً أن «الحرب الحقيقية في سوريا لا تتعلق بتلك الصواريخ، بل بدعم الإرهابيين. وسيكون ردنا كما كان منذ اليوم الأول، أي سحق الإرهابيين». وأوضح أنه جرى بحث موضوع لجنة التحقيق مع الجانب الروسي خلال الأيام القليلة الماضية و«سنعمل معهم لإجراء تحقيق دولي نزيه وغير منحاز... كي نضمن أنه لن يستخدم لأغراض سياسية».
وفي تعليقه على تصريحات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أشار إلى أنه «ليس هناك حكم لعائلة الأسد في أي حال من الأحوال في سوريا. إنه يحلم، أو لنقل إنه يهلوس. إننا لا نضيع وقتنا على تصريحه».
وأوضح أن الجيش «سيهاجم الإرهابيين في أي مكان من سوريا، في إدلب». وحول معركة الرقة، قال: «إننا ندعم كل من يريد تحرير أي مدينة من الإرهابيين. لكن ذلك لا يعني احتلالها من قبل القوات الأميركية، أو من قبل وكيل آخر، أو إرهابي آخر». وفي ما يخص اتفاق التسوية في كفريا والفوعة، قال إن «التهجير الذي يحدث في ذلك السياق تهجير إجباري. لم نختر ذلك. نتمنى لو أن كل شخص يمكنه أن يبقى في قريته ومدينته»، مشيراً إلى أنه «سيعودون إلى مدنهم بعد التحرير، وقد حدث ذلك في العديد من المناطق الأخرى». ورأى أنه «عند الحديث عن التغييرات الديموغرافية، فإن هذا لا يخدم ولا يصب في مصلحة المجتمع السوري عندما يكون ذلك دائماً. لكن بما أنه مؤقت، فإنه لا يقلقنا».