أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، يوم أمس، أن «القوات التركية قد تتدخل قريباً في شمال العراق لتنفيذ عملية عسكرية ضد الإرهابيين»، مضيفاً، في سياق متصل، أن «حزب العمال الكردستاني يريد إنشاء قاعدة عسكرية في مدينة سنجار، شمال العراق، وتحويلها إلى (جبل) قنديل ثانٍ... ونحن لن نسمح له بذلك».
وقال أوغلو إن «العمال الكردستاني يستهدف تركيا، وأنقرة تكافح ضد هذا التنظيم خارج وداخل البلاد»، علماً بأن كلامه يأتي بعد أيام على تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان، التي كشف فيها عن «وجود مرحلة ثانية وثالثة من عمليات درع الفرات العسكرية»، مشيراً إلى أن «العملية لن تكون محصورة على الصعيد السوري فحسب، بل ستشمل العراق أيضاً».
حديث الوزير التركي سبق اجتماعه بنظيره الأميركي، ريكس تيلرسون، وذلك لبحث موضوع مكافحة منظمة «بي كا كا» في سنجار. ونقل أوغلو عن تيلرسون تأكيد الأخير «استعداد بلاده للتعاون مع تركيا في ما يخص العملية العسكرية على سنجار».
وإذا صحّت التوقعات بتوجّه الجيش التركي إلى سنجار، وهو أمرٌ سيكون بالتعاون مع مسلحي «البيشمركة»، فإن القوى الكردية ستكون أمام استحقاقٍ من نوعٍ آخر، هو «استفتاء الاستقلال». هنا، قال أبرز قادة «الحزب الديموقراطي الكردستاني» ووزير الخارجية السابق هوشيار زيباري، إن «كرد العراق يعتزمون إجراء استفتاء الاستقلال هذا العام، للمطالبة بأفضل صفقة، في ما يتعلق بتقرير المصير، بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش».

أبدت واشنطن استعدادها للتعاون مع تركيا في العملية على سنجار


وذكر زيباري أن «النتيجة المتوقعة بالموافقة، لا تعني تلقائياً إعلان الاستقلال»، مضيفاً أن «الحزبين الكرديين الرئيسيين (الديموقراطي والاتحاد) اتفقا في اجتماع على ضرورة إجراء الاستفتاء هذا العام». كذلك وصف الهدف من الاستفتاء بأنه «تقرير المصير، وترك أي صفقة يتم الاتفاق عليها مع بغداد مفتوحة لما بعد الاستفتاء»، لافتاً إلى أن «الاستفتاء سيمنح القيادة الكردية تفويضاً قوياً للدخول في محادثات مع بغداد وجيرانها».
في سياق متصل، أوعز محافظ أربيل، نوزاد هادي، برفع العلم الكردي إلى جانب العراقي في الدوائر والمؤسسات الحكومية والحزبية في المحافظة.
ووفق كتاب من إدارة محافظة أربيل، دعا هادي الأحزاب السياسية والدوائر الرسمية إلى «رفع علم كردستان إلى جانب العلم العراقي فوق مبانيها». يأتي صدور هذا الكتاب في الوقت الذي قرر فيه مجلس محافظة كركوك فعل خطوة شبيهة في المدينة، الأمر الذي أحدث سجالات سياسية على الصعيدين العراقي والإقليمي.
ميدانياً، عاد الزخم الناري إلى القرى المحاذية للقاطع الغربي لمدينة الموصل، حيث «شرعت القوات العراقية في عمليات تحرير ما تبقى من قرى الساحل الأيمن للموصل»، وفق قائد «الفرقة المدرعة التاسعة» الفريق الركن قاسم نزال.
وتمكّنت القوات العراقية من استعادة قرية الريحانية عقب مواجهاتٍ عنيفة ضد مسلحي تنظيم «داعش»، أدّت إلى مقتل أكثر من 30 منهم، كذلك تمكّنت من استعادة قرية غزيلوة، غربي المدينة.
ومع اقتراب عمليات «قادمون يا نينوى» من انتهائها، فإن المرحلة المقبلة ستتكامل مع الجوار السوري، إذ تصير العمليات العسكرية القائمة في الشمال الغربي العراقي لصيقة بتلك في الشرق السوري.
إلى ذلك، أفاد «مجلس أمن إقليم كردستان العراق» بمقتل 140 مدنياً كانوا يحاولون الفرار من الموصل، لافتاً في بيان إلى أن «داعش» نفّذ يومي 3 و4 نيسان الجاري مجزرة بحق المئات ممن كانوا يحاولون الفرار باتجاه المناطق التي تقع تحت سيطرة القوات العراقية، خاصة في الأحياء الواقعة إلى الجنوب الغربي من المدينة.
(الأخبار)