بعد انعقاد اليوم الأول من لقاءات أستانا بغياب الوفد المعارض الذي قرر مقاطعة الجولة اعتراضاً على «عدم التزام» روسيا بمقتضيات وقف إطلاق النار، وجدت الضغوط التي مورست على وفد الفصائل المسلحة، وفق ما نقلت مصادر معارضة، طريقها إلى إيفاد وفد «تقني» مصغر، يفترض أن يكون قد وصل ليل أمس إلى العاصمة الكازاخية، لإجراء مشاورات مع خبراء من الدول الضامنة.
ورغم عقد «الاجتماع النهائي» للمحادثات أمس، بحضور رؤساء الوفود الروسية والتركية والإيرانية، وخروجه بمواعيد جديدة للجولة المقبلة وللقاءات ثلاثية تسبقها، فإن الوفد «التقني» المعارض سيلتقي اليوم عدداً من الخبراء الروس والأتراك والإيرانيين، الذين سيمددون إقامتهم في أستانا، وفق ما أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الكازاخية، أنور زايناكوف.
وقال الأخير إن «تشكيلة الوفد المعارض ستعلن لاحقاً»، مضيفاً أن «ممثلين عن الجبهتين الشمالية والجنوبية سيصلون ليل الأربعاء (إلى أستانا)، لعقد مشاورات مع الخبراء حول وقف إطلاق النار». ولم يوضح ما إذا كان رؤساء الوفود الثلاثة للدول الضامنة سيكونون موجودين اليوم لحضور تلك المشاورات.
وبدا لافتاً أن الإعلان عن تغيير موقف الوفد المعارض أتى بعد إعلان المتحدث باسم وفد الفصائل المسلحة إلى أستانا، أسامة أبو زيد، استقالته من مهماته، مضيفاً عبر حسابه الرسمي على «تويتر»: «تقدمت لإخوتي القادة ورئيس الوفد العسكري بالاعتذار عن الاستمرار في عملي لأسباب خاصة».
وعقب انتهاء الاجتماع الثلاثي بين وفود الدول الضامنة، نقلت وكالة «تاس» عن رئيس الوفد الروسي الكسندر لافرنتييف قوله إن إيران أصبحت بشكل رسمي طرفاً ضامناً لوقف إطلاق النار في سوريا، إلى جانب تركيا وروسيا، موضحاً أن «من النتائج المهمة جداً للمشاورات التي جرت (أمس) هو توقيع الوفد الإيراني لوثائق اتفاقية الدول الضامنة».

تستضيف طهران اجتماعاً
ثلاثياً على مستوى الخبراء
يومي 18 و19 نيسان

وكشف أنه تم جمع «معلومات مفصلة من تركيا وإيران، وحتى الآن نحن بصدد جمع الخرائط التي تبين المناطق التي يسيطر عليها (داعش) و(جبهة النصرة)»، مضيفاً أن «الأردن الذي حضر الاجتماع بصفة مراقب، لعب دوراً مفيداً جداً في هذه المسألة». وأكد أنه «يجري العمل على إقناع المعارضة المسلحة بمساعدتنا في تحديد المناطق التي تسيطر عليها (جبهة النصرة)».
ورأى لافرنتييف أن ذرائع غياب وفد المعارضة المسلحة «غير صحيحة»، مضيفاً أنه «يجب الأخذ بعين الاعتبار أن هناك قوى لا تريد فقط خرق عملية أستانا، بل تريد أيضاً أن تخرق عملية جنيف وتقوّضها، وأن تفشل أي محاولة سياسية لحل الأزمة»، مشيراً إلى أن الوفد الروسي «أجرى مشاورات ثنائية مع الوفد الأميركي، للتأكيد على إطلاعه على ماهية المحادثات الجارية ومحاولة توفيق وجهات النظر حول مستقبل التسوية السورية».
وإلى جانب الاجتماع الروسي ــ الأميركي، شهد أمس عقد اجتماعات ثنائية متعددة ، إذ التقى رئيس الوفد الإيراني حسين جابري أنصاري مع وزير الخارجية الكازاخي خيرت عبد الرحمنوف، إلى جانب اجتماعه برئيس وفد الأمم المتحدة إلى أستانا، ميلوس شتروغر.
وكان نائب وزير خارجية كازاخستان، عقيل بك كمالدينوف، قد أعلن أمس أن مندوبين من روسيا وتركيا وإيران اتفقوا على تحديد موعد الجولة المقبلة من محادثات أستانا مطلع أيار المقبل. وقال إن «المحادثات أفضت إلى التوقيع على اتفاق بشأن إنشاء فريق لمراقبة وقف إطلاق النار، يضم خبراء من إيران وروسيا وتركيا، على أن يكون تحت إشراف الأمم المتحدة، إلى جانب مقترحات بشأن تبادل الأسرى». وأوضح أن الدول الثلاث اتفقت «على عقد الاجتماع المقبل على مستوى الخبراء، في يومي 18 و19 نيسان، في طهران».
من جهته، قال رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري إن الوفد أجرى «مع كل من الأصدقاء الروس والإيرانيين مناقشات بنّاءة... تهدف إلى تعزيز نظام وقف الأعمال القتالية وتنسيق الجهود من أجل مكافحة الإرهاب والفصل بين المجموعات المسلحة، وبين تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) الإرهابيين والمجموعات المسلحة الأخرى التي لم توقّع الاتفاق». وقال إنه «لم يتم تقديم أوراق رسمية... ولم نناقش أي وثائق باستثناء ورقة واحدة حول نزع الألغام والمتفجرات من مدينة تدمر الأثرية».
(الأخبار)